يسطر أبناء الشعب الفلسطيني في غزة العزة أروع الملاحم في القرن العشرين. نعم فقدنا الكثير من الشهداء والجرحى ولكن عزاءنا قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه نقلا عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد «لا سواء.. قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار»، هذه أولى البشائر، اما البشائر الكثر فما نراه من الانقسام السياسي في الكيان المحتل وكيف يعاني «النتن ياهو» من اضطراب أمني واضطرابات سياسية، فهو يعلم هو أن وقف الحرب في غزة ما هو إلا دمار لحياته السياسية بل إن جنونه يقوده إلى التفكير باجتياح لبنان. كذلك من البشائر الاعترافات الاوروبية المتلاحقة بالدولة الفلسطينية، وهذه هزيمة سياسية كبرى للمحتل، كما ان من البشائر ما نراه من صمود خيالي فاق كل التوقعات من شعب الجبارين في غزة، فقسما بالله ان صمود طفل فلسطيني واحد تملأ الكتابة عنه مجلدات في تعليم الصبر للناس. هذه بعض البشائر ولكن ما هو المطلوب منا فنحن لا نستطيع ان نطلب شيئا من اهل غزة، فقد كفوا ووفوا.
نعم مناظر الجوع التي يتعرض لها ابناء غزة ليست صادمة ومؤلمة فقط ولكنها تذكرنا بواقعنا المؤلم العاجز عن تقديم كسرة خبز لأهلنا، وأصبحنا مصداقا لقول النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عندما أخبر عن تداعي الأمم علينا، وسئل صلى الله عليه وسلم «أومن قلة يا رسول الله قال بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن. فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: حب الدنيا، وكراهية الموت». فإن لم نستطع إمداد الاخوة في غزة بالطعام فليكن مبادرة عربية بإدخال الغذاء إلى القطاع في غزة وليعرف العالم كيف يفعل هؤلاء الذين يتشدقون بالديموقراطية وحقوق الإنسان.
ان المطلوب منا هو الدعم بكل صوره وأشكاله من الدعم المالي واللوجستي وارسال الوفود الطبية مثل الوفدين اللذين خرجا من الكويت العظيمة بمواقفها التي من الله بها علينا، وكذلك الاستمرار في المقاطعة التي أرغمت الكثير من الشركات على مراجعة مواقفها الداعمة للكيان الغاصب، ويجب استمرار قوافل المساعدات العربية والإسلامية لأهلها في غزة. ان من البشائر عودة اللحمة العربية، ولو كانت شعبية، لرفع راية فلسطين وتبيان أنه لا حل إلا في الوحدة وان العدو لا يأكل من الغنم إلا القاصية.
وكذلك نأمل من الاعلام العربي أن يسمي دولة «اسرائيل» الكيان الصهيوني المحتل، وكذلك وصف من يموت من الفلسطينيين بالشهداء ووصف المقاومة بالمقاومة البطلة في فلسطين.
وأتمنى ان يكون هناك يوم إعلامي مشترك في كل القنوات العربية والإسلامية الخاصة والحكومية يسمى بيوم غزة أو فلسطين، ويفضح كل الممارسات الصهيونية وأتباعها للعالم.
ان هذه الأشياء وان كانت بسيطة فإنها في الجانب المعنوي للأشقاء تعني الكثير.
حفظ الله فلسطين وشعب فلسطين.
نكشة: أكلت يوم أكل الثور الأبيض.
alnashwan@hotmail