خلال الأيام القليلة الماضية شهدت الكويت حملة شعواء ضد الكثير من الظواهر السلبية، التي قد تؤثر على بناء المجتمع وتماسكه، وعلى أثر ذلك أصدرت حكومتنا الرشيدة قراراتها، وشكلت لجانها، التي من شأنها محاربة مثل تلك الظواهر السلبية وتحديد أسبابها ومسبباتها، والوقوف عند تداعيتها، والقبض على أطرافها وتقديمهم الى المحاكمة العادلة.
ومن تلك الظواهر التي رأينا حزم الحكومة في التصدي لها... الشهادات المزورة، من خلال التدقيق والمتابعة، لاكتشاف أصحابها، ومن ثم اتخاذ الإجراءات القانونية ومعاقبة هؤلاء الذين أرادوا السير في طريق التزوير من أجل نيل مناصب ليست من حقهم، حيث إنهم سطوا على حقوق غيرهم، من الذين كافحوا وناضلوا من أجل الحصول على الشهادات بالجهد والتعب.
تلك الظاهرة مع الأسف يلجأ إليها كل من ليس لديه أي وازع ديني أو إنساني، وهي من أهم المشكلات التي تواجه أي مجتمع يريد التطوير والتنمية، كي يفاجأ بأن من عليه مسؤولية هذه الأمور هم من الحاصلين على شهاداتهم العلمية عن طريق التزوير.
لذا فإن حكومتنا الرشيدة انتبهت لهذا الأمر مثلما انتبهت إليه الحكومات المتعاقبة، ولكن خلال هذه المرة، فإن هناك غربلة واضحة وتدقيقا ملحوظا للشهادات لاكتشاف المزورين، وتقديمهم إلى العدالة.
وفي كل الأحوال فإنه لا مكان في الكويت للمزورين، ولن يتمكنوا إن شاء الله من الهروب من بين أيدي العدالة الكويتية، التي لا تريدهم أن يساهموا في تقويض التنمية، التي قطعت الكويت فيها أشواطا.
هذا بالنسبة لتزوير الشهادات العلمية، أما بالنسبة للدوامات فقد سعت الحكومة من خلال مختلف وزاراتها وهيئاتها في ضبط دوامات العمل، من خلال إصدار قرارات وتنفيذها على أرض الواقع، خصوصا في مسألة البصمة، والدوام المرن، وبالتالي ترتيب كل ما من شأنه أن يؤدي إلى ضبط منظومة العمل بما يخدم المصلحة العامة، وعدم التهاون في مصالح المواطنين.
وإضافة إلى ذلك، مسألة الإشاعات التي تحدثنا وتحدث عنها الكثير من أبناء الكويت، وحذروا من خطرها على وحدة الصف، وما تمثله من خطر يهدد الوحدة الوطنية، ونحمد الله أن الحملات آتت أكلها، وتم توقيف كل من سولت له نفسه الأمارة بالسوء في أن يطلق الإشاعات، وتقديمهم إلى العدالة.
إن أمن الكويت خط أحمر لا تهاون فيه، ونشكر حكومتنا الرشيدة، التي تحافظ على مكتسبات الوطن، وتسعى إلى راحة المواطنين وتوفير كل السبل التي نشعر فيها بالأمن والأمان.
حفــظ الله الكويت وأميرها وولي عهدها الأمين، وأهلها وكل من يقيم على أرضها الطيبة من كل مكروه.