لكل إنسان «تجربة» على مر خط الحياة، وهذه التجربة فيها مرحلة زمنية مختلفة، يعمل فيها الانسان على تحقيق ذاته من الجانب التعليمي والوظيفي، ومعها تبرز نجاحاته الشخصية وخاصة مع تقديم واجبه المهني لمجتمعه وكذلك لوطنه، وضمن هذه المراحل الزمنية يأتي «التقاعد» كـ «فاصل» يبدأ معه الانسان تجربة جديدة وطريقا مستحدثا من عمله المهني وهو «فاصل» سيمر به كل إنسان عامل.
هذه مقدمة للحديث عن «قمة» و«قامة» طبية كويتية «أصيلة» تقاعدت مؤخرا، وهو د. زيدان المزيدي استشاري الغدد الصماء والسكري للأطفال، وهو «علم» في المعرفة الطبية ويمثل «أستاذية» في المهنة الطبية، وفي رقي تعامله مع زملائه الأطباء والمرضى، حيث يتميز بشخصية هادئة «صديقة» للجميع، حيث كان إنسانيا يساعد كل من يحتاج من دون انتظار أي مقابل.
ان إنجازات د.زيدان المهنية واضحة ومميزة لمن عمل معه، وخاصة انه أسس «رابطة الغدد الصماء الكويتية» مع الاستشاري د.عبدالناصر العثمان، وقادها منذ تأسيسها، حيث أصبحت الرابطة «دينامو» عمل وحركة وإنجاز، حيث «لا» يكاد يخلو موسم سنوي للرابطة، الا وهناك إقامة لمؤتمرات علمية تخصصية وتنظيم فعاليات توعية مجتمعية للعامة من الناس وترتيب لقاءات فنية تقنية، تخدم الزملاء الأطباء، وكان قدوم شخصيات علمية معتبرة من مختلف بلدان العالم للمشاركة في تلك المواسم السنوية من الاضاءات اللطيفة والأدلة على تأثير رابطة الغدد الصماء الكويتية «دوليا».
هذا كله بالإضافة إلى نشاطات د. زيدان المزيدي مع وحدة الغدد الصماء للأطفال وتطويرها المستمر، وهذا كان يتم مع التنسيق والعمل مع الوحدة التخصصية لأطباء الغدد الصماء للبالغين، لخلق جو مهني سليم يلتزم بضوابط الجودة الصحية.
ان د.زيدان المزيدي «أستاذ» لجميع من زاملوه ولمن عاصروه، وهو سيستمر بلا شك في نشاطه وحركته الطبية المهنية في مواقع أخرى داخل الكويت وخارجها ، فليس هناك توقف للعمل عند الأطباء المبدعين من امثاله، لأن «التقاعد» بالنسبة لهم هو «فاصل» بين مرحلة وأخرى متجددة، فهم كـ «الذهب» لا يصدأون بل يزدادون لمعانا مع دقات السنين.