قد يظن البعض أن وزارة الداخلية معنية فقط بمكافحة الارهاب وتوفير البيئة المناسبة للتنمية وتأمين وحماية الحدود ومكافحة كل أنواع الجريمة والحد من ظاهرة المخدرات والوقاية منها ومعالجة المشكلة المرورية وتطبيق القانون على المخالفين وتقديم خدمات متنوعة للمواطنين والمقيمين، ولكن في الواقع فإن هناك وجها آخر لوزارة الداخلية، ونحن مقصرون في إبرازه بما يتناسب مع اهميته الكبيرة.
الوجه الآخر الذي أعنيه وتمارسه مختلف القطاعات الامنية بشكل يومي هو الجانب الانساني، أي تقديم المساعدات لمواطنين ومقيمين، فكثيرا ما نشاهد صورا ناصعة لهذه الأفعال المشرفة، بتوقف دورية ورجل أمن في الظهيرة لمساعدة قائد مركبة تعطلت به إلى جانب العديد من صور المساعدات.
ومع ارتفاع درجات الحرارة، أصدرت الإدارة العامة للمرور قرارا إنسانيا بامتياز، اذ حظرت سير دراجات توصيل الطلبات من الحادية عشرة صباحا حتى الرابعة عصرا إلى نهاية اغسطس.
قرار حظر تجوال عمال توصيل الطلبات لم يأخذ ما يستحق من اهتمام او يسلط الضوء عليه من قبل الكتّاب رغم نبل وإنسانية القرار.
يفترض لهذا القرار أن تختص به وزارت أو جهات أخرى إلا ان «الداخلية» أصدرته بجراءة، ولم يعنها تضرر اصحاب المطاعم او المحلات التجارية وانما وضعت مصلحة وسلامة العمال البسطاء في المقدمة وحظرت تنقلهم في ساعات ذروة درجات الحرارة، ما يؤكد الوجه الانساني المشرق لوزارة الداخلية.
ايضا وحينما أمهل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف المخالفين أكثر من 3 أشهر لتعديل اوضاعهم فهو قرار انساني، وكذلك حينما تشن حملات لضبطهم تحت قيادة وإشراف وكيل الوزارة الفريق الشيخ سالم النواف شخصيا فإنها ايضا تمارس دورا انسانيا ليس بغريب على الكويت، والتي سميت من قبل الامم المتحدة في 2014 بـ «مركز العمل الإنساني».
إن المخالفين يمكن استغلالهم في اعمال غير مشروعة وغير آدمية تحت وطأة الحاجة إلى مصدر دخل، بل قد يعملون ولا يستطيعون الحصول على شيء مقابل عرقهم وجهدهم تحت التهديد بإبلاغ الشرطة عنهم وخشية توقيفهم اذا ما تقدموا ببلاغات او شكاوى، لذا فإن حملات ضبطهم وترحيلهم بعد انقضاء المهلة انساني ويصب في مصلحتهم.
حفظ الله الكويت من كل مكروه تحت قيادة صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد وسمو ولي عهده الشيخ صباح الخالد، حفظهم الله ورعاهم.
آخر الكلام: المتشائم غالبا ما يسيء الظن بمن حوله وينظر إلى الحياة نظرة سوداوية، ويتوقع الشر، وهو على النقيض من المتفائل الذي غالبا ما يتوقع الخير.