قال تقرير صادر عن شركة كامكو إنفست حول أسواق النفط، إن خام التصدير الكويتي شهد انخفاضا بنسبة 0.3% خلال تعاملات شهر يونيو الماضي، ليصل في المتوسط إلى 84.9 دولارا للبرميل، كما انخفض سعر سلة الأوپيك المرجعية هامشيا بنسبة 0.4% ليصل إلى 83.2 دولارا للبرميل.
وعلى صعيد آخر، ذكر التقرير أن أسعار النفط الخام ظلت مرتفعة وتم تداولها في نطاق 85 دولارا للبرميل الأسبوع الماضي على خلفية تباين التوقعات بشأن الطلب المستقبلي على النفط، والبيانات الاقتصادية الواعدة، خاصة فيما يتعلق بقراءة التضخم الأخيرة الصادرة عن الولايات المتحدة، هذا إلى جانب استمرار القضايا الجيوسياسية.
كما ساهم أيضا في رفع الأسعار تصاعد المخاطر المتعلقة بالإمدادات الكندية بعد استمرار انتشار حرائق الغابات التي تحيط بمنطقة الرمال النفطية. إلا أن الأسعار انخفضت للمرة الأولى بعد أربعة أسابيع متتالية من الارتفاع مدفوعة بصفة رئيسية باستقرار بيانات الطلب من الصين، بالإضافة إلى انخفاض علاوة مخاطر الحرب بعد ظهور أنباء عن وقف إطلاق النار في غزة.
وشهد سوق المنتجات النهائية ضغوطا أدت إلى انخفاض هوامش التكرير ودفع عدد من مصافي النفط إلى خفض معدلات الاستخدام، على الرغم من تزايد الطلب على وقود الطائرات بسبب تزايد السفر الجوي في كافة أنحاء العالم.
أما على الجبهة الجيوسياسية فتفاقم الوضع بين روسيا وأوكرانيا في ظل تزايد الهجمات باستخدام الطائرات بدون طيار في الآونة الأخيرة. وتسبب الهجوم الأخير في اشتعال حريق في مستودع لتكرير النفط في منطقة روستوف الروسية بعد شن أوكرانيا لهجوم بطائرة مسيرة.
إلا أن تراجع حجم الشحنات القادمة من روسيا، والذي وصل إلى أدنى مستوياته منذ بداية الحرب الروسية - الأوكرانية، يعزى بصفة رئيسية إلى تقييد روسيا لإنتاجها في ظل امتثالها لخطة الأوپيك وحلفائها لخفض حصص الإنتاج. كما أثرت العاصفة التي ضربت ميناء كوزمينو الذي يقع على المحيط الهادئ على الشحنات الروسية.
وأدت أنباء عن وقف إطلاق النار المرتبط بالحرب على غزة إلى تهدئة سوق النفط. غير أن وقف إطلاق النار اقتضته أيضا العراقيل التي تواجهها شحنات النفط التي اضطرت للتحايل على صعوبات طريق البحر الأحمر. وأظهر التقرير الأخير أن الظروف الجوية الصعبة أثرت على عدد من الشحنات التي اضطرت إلى أخذ الطريق الأطول.
وفي ذات الوقت، ساهمت أحدث البيانات الصادرة من الصين مرة أخرى في تبديد آمال انتعاش الطلب، حيث تواجه البلاد ضغوطا انكماشية، كما يتضح من الانخفاض الأخير الذي شهدته أسعار مبيعات المصانع.
كما تم تسليط الضوء على تراجع الطلب على النفط الخام من الصين من خلال انخفاض معدلات نقل النفط على الناقلات العملاقة (VLCC) والتي انخفضت بنسبة 20% على طريق الولايات المتحدة والصين وبنحو 57% على طريق الشرق الأوسط الصين منذ مايو 2024.
كما كشفت البيانات الصادرة عن وكالة بلومبرغ عن انخفاض عدد الناقلات العملاقة المتجهة إلى الصين إلى أدنى مستوياتها المسجلة منذ قرابة العامين.
من جهة أخرى، أظهرت البيانات الأولية لاستهلاك النفط في الهند تسجيل نمو خلال شهر يونيو 2024، الأمر الذي عوض بعض ردود الفعل السلبية الناجمة عن وضع الصين فيما يتعلق بالنفط.
وعلى صعيد الإمدادات، أدى إعصار بيريل إلى توقف عدد من مصافي النفط في الولايات المتحدة، إلا أن تأثيره كان أقل من المتوقع، حيث استأنفت العديد من هذه المصافي عملها بسرعة. وظل إنتاج النفط في الولايات المتحدة مرتفعا عند أحد أعلى المستويات المسجلة والتي بلغت 13.30 مليون برميل يوميا.
من جهة أخرى، كشفت بيانات صادرة عن وكالة الطاقة الدولية زيادة إنتاج النفط العالمي في يونيو 2024 بنحو 150 ألف برميل يوميا. وانخفض إنتاج الأوپيك من النفط، وفقا لمصادر الأوپيك الثانوية، وبلغ 26.57 مليون برميل يوميا، حيث أبلغت معظم الدول عن تسجيلها لانخفاضات هامشية، باستثناء ليبيا.
وعلى صعيد الطلب العالمي على النفط، ذكر التقرير أنه تم الإبقاء على توقعات نمو الطلب العالمي على النفط للعام 2024 دون تغيير وفقا لأحدث تقرير شهري صادر عن الأوپيك. وتتوقع الوكالة أن ينمو الطلب على النفط بمقدار 2.25 مليون برميل يوميا خلال العام الحالي ليصل إلى 104.46 ملايين برميل يوميا في العام 2024.
إلا أن الوكالة طبقت تعديلات هبوطية على بيانات الطلب للربع الأول من العام 2024 بما يعكس البيانات الفعلية للدول التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، إلا ان ذلك قابله تحسن بيانات الدول غير الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية خلال نفس الربع بدعم من قوة النشاط الاقتصادي وتزايد معدلات التنقل والسفر الجوي.
فيما تعكس توقعات الأوپيك المتفائلة لنمو الطلب زيادة توقعات السفر الجوي بوتيرة قوية وتحسن التنقل باستخدام الطرق البرية، بما في ذلك عمليات النقل باستخدام الشاحنات. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أيضا أن تؤدي الأنشطة الصناعية والإنشائية والزراعية في الدول غير الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، إلى تزايد الطلب خلال الفترة المتبقية من العام.
وبالنسبة للعام 2025، أبقت الأوپيك مرة أخرى على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط، بما يتسق مع بيانات الشهر الماضي. وتتوقع الوكالة أن ينمو الطلب العالمي على النفط بمقدار 1.85 مليون برميل يوميا العام المقبل ليصل إلى 106.31 ملايين برميل يوميا.
ومن المتوقع أن تساهم الدول غير الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بصفة رئيسية في هذا النمو، حيث إنه من المتوقع أن ينمو الطلب بمقدار 1.7 مليون برميل يوميا بينما من المتوقع أن ينمو الطلب في منطقة منظمة التعاون الاقتصادي بمقدار 0.1 مليون برميل يوميا.