حينما يجلس الطفل بالمكان المخصص له، لن تضمن عدم قيامه وتحركه من الكرسي ثم سقوطه، إلا إذا قام المسؤول عنه بربط حزام الأمان له، فالأمان لا يكون بالتواجد ولكن يكون بالالتزام بشروط السلامة.
وحينما يرغب الشاب أو الشابة في الارتباط لتكوين أسرة ناجحة، طلبا للاستقرار النفسي، وإنشادا للراحة الذهنية، ورغبة في الخلفة والذرية، فلا يكفي أن يتم الزواج من غير سؤال وبحث وتدقيق، وقبل كل ذلك الدعاء بأن يسخر لك أو يسخر لك الطرف المقابل الذي يحقق لكم ما تصبون إليه.
وحينما تريد تطوير نفسك، وتنمية مهاراتك، وصقل قدراتك، فلا يكفي أن تسجل في دورة، أو أن تحضر ندوة، أو أن تشارك في ورشة، بل عليك أن تمارس ما تعلمته، وتطبق ما درسته، وأن تكون لديك رؤية مستقبلية لنقل قدراتك وإمكانياتك من مستواك الحالي إلى مستوى أفضل وأحسن.
وجودك في المكان الصحيح مهم، ولكن الأهم أن تستغل هذا الوجود، فالمكان يوفر لك البيئة الإيجابية لتكون إيجابيا وتنجز، فإذا كنت سلبيا ومهملا فالمكان لن يسعفك والبيئة الإيجابية لن تنقذك.
الله عز وجل أوضح لنا أهمية البيئة والمحيط، فقال تعالى في سورة النساء: (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا).
الطفل في كرسيه، ومن يرغب في إنجاح زواجه، والباحث عن تطوير نفسه، كلها تحتاج منك إلى أخذ خطوة أخرى بعد التواجد بالمكان الصحيح وبعد إظهار الرغبة، إذا أردت أن تحافظ على طفلك، وأن تكون أسرة، وأن تطور من نفسك.
[email protected]