- سلطان المطيري: 3 بطولات في الموسم لن تطور اللاعبين.. ومعسكرات صيفية للمتميزين
- عدنان الشمري: ابتعاد الناشئين عن الملاعب لأكثر من 6 أسابيع يعوق تطورهم الفني والبدني
- د. نضال بن عبدالكريم: مدرسة للموهوبين وزيادة الحصص التدريبية لـ 14 ساعة أسبوعياً للتطوير
- محمد عبدالنبي: يجب التخلي عن ربط بداية ونهاية الموسم الرياضي بـ «رزنامة» وزارة التربية
أجرى التحقيق ـ هادي العنزي
بعد ختام الموسم الرياضي في جميع الألعاب الجماعية والفردية، حيث غالبا ما يعلن الموسم الرياضي وداعه في الأيام الأولى لشهر مايو للمراحل السنية، وآخره لفرق الدرجة الأولى على أقصى تقدير، وهناك كثير من الاتحادات تنتهي جميع المنافسات الرياضية لديها في شهر أبريل، لتبدأ بعدها فترة «بيات صيفي» إجباري وطويل الأمد للاعبين «الصغار» على وجه الخصوص، وتمتد فترة التوقف السلبي قرابة 4 أشهر كاملة، وفي أحسن الأحوال ثلاثة أشهر، للأندية التي تبدأ التحضير باكرا في شهر أغسطس.
ومن الثابت علميا، ان التوقف لأكثر من 4 أشهر من شأنه ان ينسف كل ما قبله، سواء التدريب، أو المشاركات المحلية، والخارجية، والإعداد الخاص، الأمر الذي يتطلب معه ضرورة تقديم الأجهزة الفنية واللاعبين جهودا مضاعفة للعودة بالمستوى الفني إلى المرحلة السابقة قبل التوقف.
وتختتم الاتحادات موسمها مطلع مايو من كل عام، بعنوان عريض «ترك فترة كافية للاعبين الطلبة للدرس والمذاكرة تحضيرا للاختبارات النهائية»، فيما تتعذر الأندية بدورها بسفر المدربين في اجازاتهم السنوية، أو بالتغيير وتجديد التعاقد مع آخرين، ولكن تبقى هناك «حلقة مفقودة»، لها أسبابها ومسبباتها، وتتطلب معها معالجة من أصحاب الشأن، علما أن أغلب اللاعبين الصغار يباشرون تدريباتهم اليومية على مدار العام صقلا وتطويرا في أغلب دول العالم.
«الأنباء» طرحت هذه القضية على عدد من المختصين من إداريين ومدربين، سعيا للوصول إلى حلول واقعية، تخرج اللاعبين وخاصة الصغار من «ورطتهم»، ولتضع أبطال المستقبل القريب على جادة التطور السريع:
في البداية، أكد مدير قطاع المراحل السنية لكرة السلة بنادي النصر عدنان الشمري أن التوقف الصيفي يجب ألا يتجاوز 6 أسابيع على أقصى تقدير، ومن شأن زيادة التوقف على شهرين أن يؤدي إلى ضرر بالغ للتطور الطبيعي الفني والبدني للاعبين الصغار، كما أن البداية المتأخرة، تجبر الجهاز الفني على وضع برنامج تدريبي مكثف ومضغوط، يتجاوز في أغلبه تطوير الجانب المهاري الفردي للاعبين، ويركز على التكتيك العام للفريق، ورفع معدل اللياقة، وهذا الأمر يتنافى مع الهدف الرئيسي لتدريب المراحل السنية، وهو خلق جيل يمتلك كل المهارات الأساسية للعبة، ومعد بدنيا بطريقة تجعله قادرا على تحمل الضغط البدني للمباريات، مرجعا تأخر عدد من الأندية عن بداية مبكرة للموسم إلى حرصها على توفير النفقات المالية، من رواتب مدربين وإداريين، و«باصات» النقل، فضلا عن عدم اهتمامهم بتطوير المراحل السنية.
تأثير كارثي لتأخر الإعداد
من جانبه، ذكر مدرب فريق كرة القدم للناشئين تحت 17 سنة لكرة القدم بالنادي العربي محمد عبدالنبي أن تأخر بداية التحضير للموسم المقبل له تأثير كارثي على اللاعبين عامة وخاصة الصغار منهم. وقال: «نحن متأخرون جدا مقارنة بعديد الدول من جميع النواحي الفنية والبدنية، فاللاعبون لدينا بحاجة إلى عمل مضاعف، سواء من خلال عدد المباريات والبطولات، وكذلك المعسكرات التدريبية المحلية والخارجية، من أجل اللحاق بركب الدول المتقدمة ومجاراتهم في البطولات الدولية».
وأشار عبدالنبي الفائز بلقب دوري الناشئين للموسم الرياضي 2023-2024 إلى أن «التوقف الصيفي» يجب ألا يزيد على 30 يوما، مضيفا اننا بأمس الحاجة إلى تعلم «الثقافة الرياضية»، كأهمية الأكل الصحي، والنوم، والالتزام بالتدريبات اليومية، والعمل التراكمي الجاد.
وطالب بالتخلي عن الفكرة القديمة التي تربط بداية ونهاية الموسم الرياضي برزنامة وزارة التربية، ويجب علينا عمل بطولات صيفية، وجلب فرق متطورة بالتعاون مع القطاع الخاص، وانشاء ملاعب جديدة، أو تمكين الأندية من ملاعب المدارس والهيئة العامة للرياضة لاستقطاب عدد أكبر من اللاعبين، كما اننا بحاجة إلى زيادة عدد المباريات والبطولات في الموسم الكروي، لزيادة خبرات اللاعبين وتطوير مهاراتهم.
اتفاقية تعاون ومعسكرات صيفية
من جهته، أكد مدرب ألعاب القوى بنادي الجهراء سلطان المطيري أن التوقف الطويل يحدث ضررا بالغا للاعبين الصغار. وقال: «تقام ثلاث بطولات على مدار الموسم الرياضي للناشئين، وللمتميزين منهم الذين يشاركون في مراحل سنية أعلى خمسة فقط، وهذا العدد المحدود يعد قليلا جدا، ولا يسهم في تطوير العدائين، ومن الصعوبة بمكان إقامة منافسات في فصل الصيف، لارتفاع درجات الحرارة وخطورتها على سلامة وصحة اللاعبين، وعليه فإن الطريقة الأفضل للتغلب على هذه المعضلة يتمثل باتفاقية تعاون مع إحدى الدول الأوروبية، بحيث تستضيف معسكرات تدريبية للاعبين المتميزين، يتم خلالها صقلهم وتطوير قدراتهم الفنية.
وأشار المطيري إلى أن اتحاد ألعاب القوى الأسبق كان يختار عددا من العدائين الصغار المتميزين من جميع الأندية، ويقيم لهم معسكرا تدريبيا في النرويج لمدة 3 أسابيع، تتخلله مشاركة في بطولة دولية تشمل العديد من دول العالم، وكان لهذا الأمر مردود إيجابي كبير، وللأسف لم يعد قائما منذ سنين عديدة.
14 ساعة أسبوعياً حصص تدريبية
إلى ذلك، ذكر الاستاذ المحاضر في كلية الرياضة بتونس د. نضال بن عبدالكريم ان الرياضة في الكويت تعاني من أمر من شأنه أن يؤثر سلبا على تطور المستوى على المدى الطويل، وهذا يكمن في فترة التوقف الطويلة للموسم خلال الصيف، كما أن معدل ساعات التدريب في الدول المتقدمة بكرة السلة على سبيل المثال، لمرحلة الأشبال والناشئين يصل إلى 14 ساعة أسبوعيا، فيما نجد إجمالي زمن الحصص التدريبية في الكويت لا يتجاوز 8 ساعات في أفضل الأحوال، وهذا من شأنه أن يشكل فارقا كبيرا بمرور الوقت من حيث المستوى الفني والبدني، ولعله من المستغرب عدم حضور اللاعبين أثناء العطل السنوية الرسمية، وتفضيلهم قضاءها بعيدا عن الملاعب!
وأشار د. بن عبدالكريم إلى أن أغلب الدول تحرص على إقامة مدرسة خاصة للمواهب المتميزة في مختلف الألعاب، مضيفا انه يتم تجميع أفضل العناصر الواعدة في مختلف الألعاب في مدرسة خاصة مهيأة تربويا ورياضيا، وتكون المحصلة النهائية لـ«مدرسة الموهوبين» طلبة ناجحين دراسيا، ومتميزين رياضيا.