التقرير الذي نشرته جريدة «الأنباء» الاسبوع الماضي، وكان لي الشرف في المشاركة فيه حول قضية المخدرات، تضمن معلومات مهمة وأرقاما مفزعة، المهم في القضية انها تحظى باهتمام كبير من قبل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف، وجميع قطاعات وزارة الداخلية، وهو ما أسهم في خفض المعروض عبر ضبطيات ضخمة قياسا على تعداد الكويت.
التقرير أكد ان مشكلة المخدرات ليست بمعزل عن قضايا العنف وارتفاع معدلات القضايا الجنائية، وهناك ارتباط وثيق بين تعاطي المخدرات والاتجار فيها وارتفاع معدلات الجرائم، كما أعطى الآباء والأمهات مؤشرات يمكنهم من خلالها أن يعرفوا ما اذا كان ابنهم او ابنتهم سلكوا هذا الطريق المظلم، حقا صدمت بالأرقام التي كشفت عن ضبط 8 كيلوغرامات من المواد المخدرة و56 ألف حبة مخدرة يوميا، وذلك على مدار 570 يوما.
الأرقام المعبرة عن واقع هذه الآفة محليا تدعونا الى التكاتف ولأن نقرع أجراس الخطر باعتبارها قضية مصيرية، فيجب أن نعمل معا سواء كنا أشخاصا أو جمعيات أو حتى كدول في بذل جهد إضافي لمحاربة آفة العصر ومن يقفون وراءها في أي بقعة من العالم لتقليص المعروض من هذه السموم المخدرة وعلاج من قادتهم هذه السموم إلى طريق اللاعودة.
قضية المخدرات عابرة للحدود واستهداف دول الخليج ليس بجديد على مافيا المخدرات، والأسباب في ذلك معلومة، وأهمها الوفرة المادية، ورغبة شريرة في استهداف ثروة دولنا البشرية.
وزارة الداخلية مطالبة أكثر من أي وقت مضى بتعزيز الرقابة على المنافذ لأنه متى ما أحكمنا السيطرة على منافذ الجلب جففت منابع هذه الآفة في الداخل بما لا يمكن الفئة الضالة من مهربي المخدرات من تدمير ثروتنا الأهم.
كما يجب على جميع الوزارات العمل كفريق واحد وهدف مشترك بإقناع المتعاطين بالتوقف، والانخراط في البرامج العلاجية والتأهيلية والترغيب في العلاج لكل من سقط في براثن الآفة المدمرة، تحتاج من أرباب الأسر الى التدقيق في سلوكيات الأولاد، خاصة المراهقين والشباب من الجنسين واكتشاف أي تغييرات قد تطرأ عليها ترتبط بتعاطي المخدرات، ولا بأس من الاقتراب منهم أكثر ومعرفة من يصاحبون لأن الصاحب ساحب، كما تتطلب التوسع في الرعاية الطبية للمدمنين على أن يخرج الشاب أو الفتاة بكامل التعافي، مع التوعية أكثر عن بلاغات الإدمان وأنها طوق نجاة للأبناء والتعريف بأن الإبلاغ عن تعاطي الابن أو الزوج يعفي من المسؤولية ولا يعاقب المبلغ عنه، حفظ الله الكويت من كل مكروه.