حاول خبراء الاقتصاد التنبؤ بمستقبل الطلب على النفط منذ سبعينيات القرن الماضي، بعد استقرار المشهد على الساحة الدولية في أعقاب الحرب العالمية، ونمو حركات اكتشاف النفط في عدة مناطق، وفشل كثير من هذه التقديرات في توقع موعد الوصول لذروة الطلب العالمي على الذهب الأسود، رغم تصاعد التهديدات المناخية، والجهود العالمية لاحتواء هذه الأزمة.
لكن يظل النفط مصدر الطاقة الأهم والأبرز على مستوى العالم، ويعد الركيزة الأساسية للتطور الاقتصادي منذ النصف الأخير من القرن الماضي حتى الآن، وما صاحب ذلك من تقدم تقني وصناعي.
وفي ضوء أزمة تغير المناخ، تظل الاستثمارات في مجال الطاقة النظيفة غير كافية لتلبية الطلب العالمي على الطاقة، وترى منظمة الدول المصدرة للبترول «أوپيك» أن الطلب على النفط سوف يظل محتفظا بزخمه على مدار العقدين القادمين، إذ تتوقع نموه بأكثر من 16% بين 2022 و2045.
الأمر الذي يطرح تساؤلات مهمة حول المسار المتوقع للطلب على النفط بحلول هذا التاريخ، وما المناطق التي سوف تستحوذ على النصيب الأكبر من هذا الطلب.
وعند النظر من منظور جغرافي، فمن المتوقع أن تستحوذ الاقتصادات الصاعدة مثل الصين والهند، على نصيب أكبر من إجمالي الطلب على النفط خلال العقدين القادمين، بجانب القوى الاقتصادية التقليدية وعلى رأسها الولايات المتحدة، بالإضافة إلى منطقة الشرق الأوسط التي تضم عددا من أبرز الاقتصادات الناشئة.