في الفتن تتزلزل النفوس، فالقوي من يثبت على مبادئه وقيمه، مهما اكفهرت أمامه خطب المصائب، فهو على يقين بأنها جزئية تقيم ضمن مسيرة كلية مستمرة قدر الله لها النصر الحتمي!
لكن ذلك لا ينفي ان النفس تمر بحالات طارئة من الضعف والقوة، ولا يمنع من توارد الأوهام والتخيلات، ولا يصادر من النفس طبيعتها من الحزن والغضب الألم.
غير أن على المسلم أن يقف صخرة صلداء ضد ما يروجه الجبناء والمترددين والشامتين والمشككين، وسلاحه في مواجهتهم قناعته العقائدية الراسخة في وعد الله تعالى (ألا إن نصر الله قريب).
ما تعرضت له المقاومة الإسلامية الثلاثاء الماضي من ضربة مؤلمة من الكيان الصهيوني وأعوانه، لا تهمل الأسباب والمسببات بروح واقعية لا انفعالية، تعيد الحساب ولا تلغي الثأر بالحق لدماء الشهداء!
القراءة الانفعالية الآنية المتسرعة، تظلم محور المقاومة في انجازاتها ومكاسبها العظيمة، ابسطها في استنزافها وقهرها «للجيش الذي لا يقهر» الذي تتوافر له أفتك الأسلحة وأحدثها، في مدة تقترب من السنة، مرغت كبرياءه في التراب، وعرته امام العالم ككيان وحشي متخم بالنذالة، فضجت شعوب العالم تلهج بالانتصار للمقاومة.
القرآن الكريم ينقل لنا حقيقة كان قائدها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب).
وعاشوراء تذكرنا دائما بإنجاز الامام الحسين عليه السلام كيف كان مظلوما وهو في قلة العدد والعدة، وخذلان الناصر والمعين، فتحول إلى مصدر قوة يستمد منها الأحرار - على مدى الزمان ـ مشروعا نحو النصر.
[email protected]