يصادف الثاني من أغسطس الذكرى الـ 34 للغزو العراقي الغاشم على دولتنا الحبيبة الكويت، وهذا الغزو البربري لم يشهد تاريخ العالم مثيلا له منذ احتلال فلسطين عام 1948 وهزيمة العرب عام 1967.
من المؤسف حقا أن هذا العدوان أتى من جار ينتسب إلى العروبة والإسلام، وهذا العدوان الغاشم على بلدي الكويت كان مثالا صارخا لنكران الجميل وأعطى صورة سيئة للدين الإسلامي والمسلمين، وللأسف لم يلتزم العراق بالعهود والمواثيق التي كانت بينه وبين الكويت وفي الأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وقد أراد المجرم صدام حسين وأعوانه الاستيلاء على الكويت بكل ثرواتها وخيراتها واحتلال أرضها، ونتذكر جميعا هذه الذكرى المؤلمة، حيث المعاناة والمآسي التي عاشها الكويتيون، ومن معهم في فترة الاحتلال، فقد رأوا جميع ألوان العذاب والإهانات، حيث استباح المحتلون كرامة الإنسان وكانوا كالحيوانات المسعورة يتلذذون بألوان القتل وانتهاك حرمات الكويتيين ويتفننون في تمثيلهم للجثث الطاهرة وسرقة الأموال والآثار وكل ما تقع عليه أعينهم.
كان المجرم صدام حسين يعتقد أنه بأسلوبه القذر سيقدر على محو الهوية الكويتية ويلغي تاريخ الكويت العظيم لكنه لم يستطع، وتناسى أن الكويت هي منبت الرجال، إلا أن إرادة الله عز وجل هيأت لنا دول التحالف والدول العربية الإسلامية والصديقة في حفظ الشرعية وبددت أحلام المعتدي الغاشم في ابتلاع الكويت.
علينا أن نحمد الله ونشكره على ما أن أنعم علينا بتحرير بلدنا الكويت، ولعلها دعوة طفل أو عجوز أو أي مخلوق دعا الله فتحررت الكويت وبفضل كذلك أعمال الكويت الخيرية في شتى بقاع العالم، وبفضل مساعدة الأشقاء والأصدقاء من دول التحالف، وعلينا أن نحذر دائما من أي متربص بالكويت وشعبها حتى نحمي وطننا العزيز من أطماع الطامعين في أي مكان وزمان.
لم يستطع العراقيون أن ينفذوا إلى هذا الشعب لكي يتعاون معهم، وتحرك الجميع بكل طوائفهم، سنة وشيعة وبدوا وحضرا، لمواجهة الغزاة وضربوا أروع الأمثال في البطولة والفداء، مقدمين الكويت على الحزبية البغيضة ولم يكن هذا السلوك غريبا على الكويتيين، فهم عبر تاريخهم الطويل لم يعرفوا القسمة والانقسام ولم يعرفوا ولاء إلا للكويت وأسرة الصباح، وآثار الغزو العراقي لم تنته، فمازال رفات الشهداء والمفقودين يصل إلى الكويت لاحتضانها بتراب وطننا الغالي الكويت.
ولا بد أن نعلم أبناءنا عن هذا الغزو الغاشم على الكويت ولا ننسى من وقف مع الغزو العراقي الغاشم على الكويت، ولا بد أن نحافظ على بلدنا الكويت، فالكويت أمانة في أعناقنا، وبتكاتفنا جميعا سترجع الكويت درة ولؤلؤة الخليج كما كانت، ولا مكان للمفسدين والفاسدين في أرض المحبة والسلام.
قال الشاعر:
بلادي الكويت سلمت لنا
وعشت مدى الدهر لي موطنا
عروس الخليج وأرض الكفاح
لأجلك نحمل كل السلاح
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها ومن عليها من المخلصين من كل مكروه، اللهم آمين.
[email protected]