تمر علينا الذكرى الأليمة الرابعة والثلاثون للغزو العراقي على دولة الكويت عام 1990 وكان النظام العراقي البائد قد دفع بجيشه إلى البلاد، حيث عاث فسادا في الأرض وتقتيلا للعباد، وذلك في سابقة احتلال الجار للجار في المنطقة الخليجية.
وعندما تعود الذكرى نستذكر أولئك الأبطال من أبناء وبنات الكويت ممن بذلوا مهجهم لتحرير الوطن الحبيب من براثن الغزو الغاشم. وفي كل عام نكتب عن آثار الغزو وما خلفه من دمار، إلا أن الرسالة الوطنية التي قدمها الشهداء كانت لأجل عودة «كويت النهضة»، وعهد النماء والرخاء الذي شهدناه وعايشناه وكبرنا على خيره، وعهود الرخاء والنماء رغم الصعوبات والتحديات بعد هذه الحقبة الأليمة.
أود الحديث هنا عن «كويت الأجيال القادمة» في قلوب شهدائنا الأبرار، ومتأكد أن غايتهم من التحرير كانت عودة الشرعية والديموقراطية والنمو والازدهار.
ولعلي.. في السطور القادمة، أجزم بأننا بالتأكيد شعب لن ينساه التاريخ ولن ينسى شعبنا دماء الشهداء، ولطالما جسدنا آلام الذكرى، ومؤخرا أقيم معرض «لن ننسى» لجمعية الفنانين الكويتيين بوجع المشهد، في الذكرى السنوية عظة لشباب اليوم، وعلينا جميعا أن نتعظ وأن ندرك ونتعلم من الماضي ضرورة المحافظة على بلدنا الكويت، وأن نعلم شبابنا قيمة الوطن والمواطنة بالإنجاز والعمل والوطنية الصادقة والمخلصة، وليكون طريقهم التنمية المستدامة واستثمارا ذكيا لتلك المقدرات التي أنعم الله علينا بها.
فحين قاوم أبناء الكويت أرادوها «كويتا» أفضل وأجمل وأكبر اقتصادا وصرحا عالميا للمشاريع الدولية الكبرى، وبلادا متطورة بالتكنولوجيا وأحدث التقنيات الذكية والمشاريع الكبرى التي تواكب المشاريع العالمية كما الدول المتطورة مثل سنغافورة واليابان والصين والولايات المتحدة الأميركية وغيرها كثير من دول العالم المتقدم، ونعم لتكون مركزا تجاريا عالميا ولنعمل على تحقيق رفاهية شعبنا وضمان مستقبل أجيالنا القادمة.
لهذا،م وفي هذه الذكرى الأليمة.. لن أطيل عليكم.. نعم تمر علينا كل عام ذكرى الغزو الغاشم ولتكون حافزا ومعينا لنا على التقدم والنماء والرخاء، وأريد أن نقارن الهدف والغاية من المقاومة والتحرير لشهدائنا الخالدين بإرادتنا «كويتا» تواكب أفضل دول العالم في التنمية والتكنولوجيا والمشاريع الصناعية والتجارية والنفطية.
من هنا ننهض بالعلم والصحة والإسكان والإعمار وليكون الغزو الغاشم الذكرى وحاضرنا التنمية المستدامة.
حفـظ الله الكويت في ظل والد الجميع صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد وسمو ولي عهده الشيخ صباح الخالد، ورحم شهداءنا الأبرار، آمين.
[email protected]