تصنف دولة (فرعون ذي الأوتاد الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد) من الدول العظمى حتى بلغ بفرعون جنون العظمة أن يتوهم أنه رب الأرباب حيث قال (أنا ربكم الأعلى). لكن نبي الله موسى بمعية أخيه هارون عليهما السلام، واجهه ليردعه عن ظلمه ويكبح غروره.
فرعون طغى وتجبر واستصغر موسى عليه السلام واستضعفه، دون ان يغفل خطره على سلطانه، لذلك قام فرعون بنفسه بقيادة جيشه الجرار الذي قدر بأكثر من مليون ونصف المليون من العسكر المسلحين مع مئات الآلاف من الخيول والمركبات، ليلاحقوا المؤمنين بقيادة موسى عليه السلام، وصفهم فرعون بأنهم (شرذمة قليلون)، إمعانا في الاستهانة والتحقير!
وصلت الملاحقة الى نقطة المواجهة الحاسمة، وأصبح موسى عليه السلام وأصحابه بين فكي كماشة: الدخول الى البحر والغرق، أو القتل بسلاح فرعون الفتاك وجنده، يرهبهم منظر تصاعد غبار خيول فرعون، وجعجعة مركباتهم! مما أدخل الرعب والفزع في قلوب اصحاب موسى، فصرخوا (إنا لمدركون)! لكن موسى عليه السلام القوي بإيمانه، قال (كلا إن معي ربي سيهدين). فقدر الله تعالى ان ينفلق البحر الى طريق صالح لسير اهل الحق، ليعود البحر بعدهم إلى حالته الطبيعية فيغرق فرعون وجنده. لتكون آية للناس في انتصار الحق، وان تأخر بعض الوقت، وهزيمة الباطل، وان ساد بعضا من الزمن.
آيات نتلوها في القرآن الكريم وقصة ورد ذكرها في كتب سماوية أخرى، ولكن ما أكثر المنبهرين اليوم بعظمة الطغاة والمتجبرين، المستهينين بأهل الحق وان استضعفوا.
(للتوسع انظر كتاب «كليم الله موسى» الشيخ علي حسن غلوم)
[email protected]