ربما لا يمكن قياس مشاركة لاعبات منتخباتنا الوطنية في أولمبياد باريس التي اختتمت مؤخرا، من منظور حصاد الميداليات وإن كان هو الهدف الأول بالطبع بقدر ما مثلت تلك المشاركة إبرازا حضاريا للرياضة النسائية الكويتية والمستوى الواعد الذي بلغته بما يشكل إيذانا بمزيد من تراكم الخبرة والعزم يمكن البناء عليهما في تحقيق إنجازات مستقبلية للكويت في مختلف المحافل الإقليمية والدولية.
وشاركت الكويت في الأولمبياد بأربع لاعبات في ألعاب القوى، والتجديف، والشراع، والسباحة تحت شعار «عزومنا قوية» وأعطت كل لاعبة عبرة وخلاصة عن العزيمة والإرادة وسط هذه البطولة الحافلة بالمحترفات حول العالم.
وقالت لاعبة الشراع أمينة شاه إن مشاركتها في أولمبياد باريس تعد الأولى لها واكتسبت فيها العديد من الخبرات وعزمت بإصرار على استكمال التدريب للمشاركة في المحافل الدولية وتمثيل الكويت.
وأضافت أنها شاركت في سباق فردي سيدات (ألكا 6) وحققت أفضل نتيجة في السباق الأخير بحصولها على المركز الـ 30 بمشاركة 43 متسابقة ويعتبر التصنيف الأفضل للمشاركين العرب وفي الترتيب العام حصلت على المركز الـ 42.
من جانبها، قالت لاعبة ألعاب القوى أمل الرومي إنها بدأت مشوارها الرياضي في 2017 وشاركت في العديد من البطولات المحلية والدولية، معربة عن اعتزازها بأنها أول كويتية تشارك في سباق 800 متر للسيدات في أولمبياد باريس، مبينة أن هذه التجربة جمعتها بعداءات من مختلف الدول واكتسبت من خبرتهن وأدائهن.
وأضافت الرومي أن ألعاب القوى الكويتية تواصل تقدمها بخطى ثابتة ووفق خطة تطوير معتمدة من مجلس الإدارة، مشيرة إلى أنها تستعد للتدريب للبطولات المستقبلية: بطولة آسيا في تايلند 2024، وبطولة التضامن الإسلامي في الرياض 2025، وبطولة كأس العرب في قطر 2025.
من ناحيتها، قالت لاعبة السباحة لارا دشتي إنها بدأت منذ العاشرة من عمرها، واستمر معها حب هذه الرياضة، وتميزت برصيد نقاط عال في هذه اللعبة، مما ساعدها للتأهل لأولمبياد باريس، مضيفة أن مشاركتها هناك تعد الثانية فيما كانت مشاركتها الأولى في أولمبياد طوكيو 2021.
وذكرت دشتي أن الالتزام والجدية بالتدريب حققا لها الوصول إلى المركز الخامس في سباق 100 متر صدر - سيدات.
وبينت أنها تكثف التدريب والاستعداد للمشاركة في البطولات العالمية المستقبلية مثل بطولة آسيا في تايلند 2024 وبطولة العالم للسباحة في بودابست 2025 وبطولة التضامن الإسلامي في الرياض 2025.
بدورها، شاركت اللاعبة سعاد الفقعان في أولمبياد باريس برياضة التجديف، وكانت أول لاعبة كويتية تشارك بهذه الرياضة وقد بدأت مشوارها في هذه اللعبة عام 2020 واستمرت أربع سنوات في التدريب استعدادا لهذه المشاركة.
وللإشارة فإن اللاعبة الفقعان دكتورة في قسم العلوم البيولوجية في كلية العلوم بجامعة الكويت وتلقت كل الدعم من طلبتها وهيئة التدريس بالجامعة، كما حظيت باهتمام إعلامي واسع.