قال تعالى: (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام - سورة الرحمن: 26 -27).
إن الموت حق وكلنا سنرحل، ولكن من يرحل أولا يحزن قلوب أحبابه وأصدقائه، فقد أحزننا جميعا رحيل المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ سالم العلي السالم الصباح بعد مسيرة حياة مليئة بالعطاء لخدمة الوطن والإخلاص في حمايته، وقد ترأس المجلس البلدي، وكان وزيرا للأشغال العامة وعضوا في مجلس الدفاع الأعلى ورئيسا للحرس الوطني، ولديه الكثير من المساهمات المجتمعية والخيرية. وأسس الراحل، رحمه الله وغفر له، الحرس الوطني ليكون كيانا وطنيا حيويا لتعزيز الأمن والاستقرار في بلدنا الكويت وحرص على تعزيز مهام الحرس الوطني في مساندة الجيش في الدفاع عن الوطن ضد كل من تسول له نفسه الإساءة إليه وضد أي اعتداء أو محاولة اعتداء على أرض الوطن أو اختراق حدوده، ومعاونة الشرطة في تحقيق الأمن والأمان، وحماية الجبهة الداخلية ضد أي أخطار قد تهدد البلاد، وتأمين جميع المنشآت الحيوية، والاستعداد الدائم لتلبية أي مهام يكلف بها من قبل مجلس الدفاع الأعلى.
ولم تقتصر مسيرة المغفور له على ذلك، بل كانت له مساهمات خيرية ومجتمعية والعديد من المشروعات التي أقامها على نفقته الخاصة في داخل الكويت وخارجها ومنها تبرعه، رحمه الله وغفر له، في عام 2007 بمبلغ 100 مليون دينار للمحتاجين وذوي الشهداء، ومبلغ 10 ملايين دينار كويتي لأسر الشهداء في الحروب. وكان، رحمه الله، داعما للثقافة والمعرفة، حيث أطلق جائزة سميت باسمه «مسابقة سمو الشيخ سالم العلي للمعلوماتية» في عام 2000 وكانت تعد من الأنشطة المتميزة محليا وإقليميا في نشر الوعي الإلكتروني وتشجيع المواهب في مجال تقنية المعلومات. إن رحيل عميد الأسرة الحاكمة عن الوطن يحزن الجميع، لكن عزاءنا أنه رحل بجسده فقط، حيث لن ينسى الجميع الإرث الثمين الذي تركه خلفه في جميع مراحل حياته من مساهمات جليلة وعطاء جزيل غير محدود وبصمات واضحة للنهوض بالكويت وتأمين استقرارها وأمنها. رحم الله الشيخ سالم العلي وغفر له وأسكنه فسيح جناته، وتعازينا للشعب الكويتي كافة ولأسرة آل الصباح خاصة.
وأدعو أن يلهم الله ذويه الصبر والسلوان في هذا المصاب الجلل.
(إنا لله وإنا إليه راجعون).