دمشق - هدى العبود
اختتم مساء أمس مهرجان الأغنية التراثية بنسخته الثالثة، والذي تنظمه مديرية المسارح والموسيقى في وزارة الثقافة السورية، وذلك في قصر العظم بدمشق.
قدمت الأمسية الأخيرة للمهرجان لمحات رائعة من تراث المدن والمناطق السورية المتنوعة، فغنى سليمان حرفوش، «يا تمر مالك نوى» و«ما لقيت»، معبرا عن جمال تراث محافظة حمص وإرثها العريق. واستحضرت هيا شمالي جمال الساحل وروح الطبيعة فيه وأدت «يا محلى الفسحة»، و«لارسل سلامي» و«يا شجرة الليمون».
بدوره، أنشد فادي العلي أغنيتي «حطي على النار يا جدة» و«بكرى منعاود»، عكس من خلالهما الأصالة والعمق الثقافي لتراث مدينة القنيطرة، وانتقلت الأمسية لتراث مدينة إدلب الموسيقي العريق وغنى كمال حميد «أمان يا يمى» و«بكرى منعاود». وفي الختام قدم آلان مراد أغنيات «جدايلك، رسالة لك، قوامك»، مظهرا جمال وعراقة التراث الكردي.
وقال الناقد محمد حبوس لـ «الأنباء»: يأتي المهرجان كل عام ليؤكد أهمية حفظ الأغاني التراثية السورية لتكون جسرا رابطا بين الماضي والحاضر، وتمسك جيل الشباب بتراثه، والذي انعكس من خلال إقبالهم الكثيف لحضور أمسيات المهرجان خلال أيامه الثلاثة، وأستطيع القول ان سورية هي مهد الحضارة والفن والثقافة ومسارحها ومبدعيها من كتاب وفنيين وشعراء ونقاد خير دليل على ما نحن فيه، وكل عام وانتم بخير، وليبقى الفن السوري شامخا رغم كل الظروف الصعبة التي تمر على بلادنا.
وقال الإعلامي والكاتب نضال قوشحة: تحتل الموسيقى والغناء التراثي عند الشعوب مكانة مهمة تقترب من مراتب القداسة، وكثيرا ما ينظر إلى هذا التراث على أنه الحارس لهوية الأمة، ويحدث أن يتم تناوله من قبل بعض المجددين بطرق شتى، الأمر الذي يوافق عليه البعض ويرفضه البعض الآخر، من هنا كانت تجربة بعض الشباب الموسيقيين السوريين الذين توجهوا نحو التراث الغنائي والموسيقي للبلد فأرادوا حفظه بطرق حديثة علمية، فهل تحقق لهم ما أرادوا؟
أما نزيه أسعد مايسترو الفرقة الذي قدم في الحفل رؤية فنية وتأريخية مقاربة، فيؤكد أن هذه الألحان البيئية التي تمثل التراث السوري يجب أن تحفظ وأن تكون في اهتمام الجميع، لكي يعرفها جمهور الشباب ويتفاعل معها، معتبرا أن الموسيقى الهجينة التي تقدم الآن، لا تحمل أي خصوصية وهي تشبه بعضها البعض ولا طائل من ورائها، أصلا.