بدأت تداعيات رفع وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك أجور نقل الركاب بين المحافظات بنسبة 10% بداية الشهر الجاري، بالظهور على المواطنين حيث بات يتعذر عليهم السفر إلى مدنهم في الإجازات والمناسبة ورؤية ذويهم، بعد أن أصبحت عبئا ماليا جديدا يضاف إلى أعبائهم.
وبررت الوزارة قرارها بزيادة تكاليف التشغيل، بما في ذلك الزيوت المعدنية وأجور الصيانة وقطع الغيار والرواتب، لكن تذاكر السفر بأسعارها الجديدة أصبحت رفاهية صعبة المنال للكثيرين.
وفي استطلاع أجراه موقع «غلوبال» المحلي مع عدد من المواطنين، أبدى العديد منهم استياءهم من ارتفاع تكاليف السفر، خاصة لمن يسافر مع عائلته.
حسام، أحد المواطنين الذين تم استطلاع آرائهم، أشار إلى أنه لم يتمكن من السفر مع عائلته منذ عامين بسبب عدم قدرته على تأمين البنزين الكافي لسيارته، حيث ينتظر رسالة البنزين التي يصل سعرها إلى 200 ألف ليرة.
مواطنة أخرى تدعى لينا، أكدت أنها اضطرت للسفر بمفردها لرؤية والدها المريض، بسبب عدم قدرتها على تحمل كلفة المواصلات لها ولأبنائها الثلاثة.
وتتجاوز كلفة رحلة الذهاب والإياب 500 ألف ليرة سورية، حيث تصل أجرة البولمان من دمشق إلى طرطوس إلى 45 ألف ليرة للراكب الواحد.
أما أصحاب السيارات الخاصة، فهم يواجهون تحديات أكبر، إذ يصل سعر لتر البنزين في السوق السوداء إلى 20 ألف ليرة، ما يجعل كلفة رحلة من دمشق إلى اللاذقية ذهابا وإيابا تقارب مليونا ونصف المليون ليرة.
وفيما يتعلق بالأسعار الجديدة، فقد بلغت أجرة التذكرة بين جبلة ودمشق 37 ألف ليرة، وبين اللاذقية ودمشق 40 ألف ليرة، بحسب ما أوضحت شركات النقل.
وأبدى خبراء اقتصاديون قلقهم من تأثيرات هذه الزيادات على الوضع الاقتصادي والاجتماعي، مشيرين إلى أن ارتفاع أسعار المحروقات أثر بشكل كبير على تكاليف نقل البضائع والمواد الغذائية بين المحافظات.
وأصبحت هذه الزيادات تمثل عبئا كبيرا على شرائح واسعة من المجتمع، مثل الموظفين والطلاب، وبالتالي أثرت سلبا على التواصل الاجتماعي بين الأسر.