قال تقرير صادر عن شركة كامكو إنفست إن أسعار جميع درجات النفط الخام سجلت ارتفاعا هامشيا خلال شهر يوليو 2024، حيث ارتفع متوسط سعر العقود الفورية لمزيج خام برنت بنسبة 3.5 % ليصل إلى 85.3 دولارا للبرميل في يوليو 2024 مقابل 82.4 دولارا للبرميل في المتوسط خلال شهر يونيو 2024. ومن جهة أخرى، ارتفع سعر سلة «أوپيك» المرجعية بنسبة 1.5% ليصل إلى 84.4 دولارا للبرميل، في حين شهد خام التصدير الكويتي ارتفاعا بنسبة 1% ليصل في المتوسط إلى 85.7 دولارا للبرميل في يوليو 2024.
وتداول النفط الخام في نطاق محدود دون مستوى 80 دولارا للبرميل خلال الأسابيع القليلة الماضية وسط تقلبات حادة، وشهدت العقود الآجلة لمزيج خام برنت مكاسب جيدة خلال جلستي التداول الأخيرتين من الأسبوع الماضي، إلا انها انهت تداولات الأسبوع مغلقة على انخفاض نظرا للضغوط التي تعرضت لها جبهة الطلب التي طغت على المخاوف الجيوسياسية في ظل تصاعد التوترات حول المناطق الرئيسية المنتجة للنفط.
وجاءت المكاسب الأخيرة نتيجة لآمال تحقيق الاقتصاد الأميركي للهبوط الناعم بعد أن أشارت تعليقات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي والاقتصاديين إلى إمكانية خفض سعر الفائدة في اجتماع سبتمبر 2024. إلا أن الأسواق محت معظم مكاسبها المسجلة منذ بداية العام نظرا للتأثير السلبي الذي أحدثه الطلب الصيني وإشارة البيانات الأخيرة إلى استمرار معاناة الاقتصاد. ولفت تقرير «كامكو» إلى أن أسعار النفط الخام تحركت دون حاجز 80 دولارا للبرميل بعد أن واجهت تقلبات متزايدة خلال الأسابيع القليلة الماضية على خلفية عدد من العوامل التي أثرت على جبهتي العرض والطلب.
وأدى تصاعد المخاطر الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وكذلك الهجوم على شحنات النفط الخام في البحر الأحمر إلى تعزيز أسعار النفط. بالإضافة إلى ذلك، أدى تصاعد الحرب بين روسيا وأوكرانيا أيضا إلى تقديم بعض الدعم للأسعار خلال الأسابيع القليلة الماضية.
ومن جهة أخرى، ساهمت المؤشرات المتزايدة على إمكانية خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لسعر الفائدة الشهر المقبل في دعم توقعات نمو الطلب على النفط، الأمر الذي ساهم بدوره في رفع الأسعار، في حين أن المخاوف المتعلقة بنمو الطلب في الصين كان لها تأثير معاكس على الأسعار.
وعلى جانب الطلب، ما تزال المخاوف قائمة على المستوى العالمي حيث تحذر العديد من الاقتصادات من تباطؤ وشيك، بما في ذلك في الولايات المتحدة. ومن المتوقع أن يساهم خفض أسعار الفائدة المتوقع في الحد من بعض تلك المخاوف، هذا إلى جانب دعم الطلب على النفط الخام، إلا أن تراجع الطلب بعد موسم الصيف في الولايات المتحدة وكذلك الطقس الأكثر دفئا خلال الربع الأخير من العام قد يعوض الجزء الأكبر من التأثير الإيجابي على أسعار النفط. بالإضافة إلى ذلك، ما تزال الصين تواجه ضبابية اتجاه الطلب على النفط، حيث خفضت المصافي معدلات التشغيل مشيرة إلى ضعف الطلب.