- 10 كيلوغرامات من «المكدوس» يعادل راتبين ونصف لموظف حكومي
أكد مسؤول سوري، أمس، أن 90% من السوريين غير قادرين على تحضير «المونة» بسبب ارتفاع الأسعار، مما دفع الكثيرين إلى اللجوء إلى حلول مؤقتة تؤثر سلبا على القيمة الغذائية.
وقال أمين سر جمعية حماية المستهلك، عبد الرزاق حبزة، إن بيوت السوريين تفتقر إلى «المونة»، وفي حال توفرت، فإنها لا تلبي حاجة الفرد بشكل كاف، وذلك بحسب ما نقل موقع «كيو بزنس».
وأوضح «حبزة» أن السماح بتصدير بعض المواد الأساسية أسهم في رفع الأسعار، ملقيا اللوم على الحكومة. وأضاف: «بين ليلة وضحاها، ترتفع الأسعار بشكل ملحوظ بالتزامن مع قرارات حكومية بالسماح بتصدير مواد مثل الجوز وزيت الزيتون، اللذين ارتفعت أسعارهما مقارنة بالعام الماضي بنسبة تصل إلى 300%». في ظل الغلاء المستمر وعجز العائلات السورية عن التخلي عن «المونة»، التي تعد ضرورة في فصل الشتاء، يلجأ الأهالي إلى تقليل الكميات أو استبدال مكوناتها بمكونات أرخص، مما يؤثر على القيمة الغذائية، بحسب «حبزة».
ولفت إلى أن كلفة تحضير 10 كيلوغرامات من «المكدوس» تصل إلى 600 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل راتبين ونصف تقريبا لموظف في الدوائر الحكومية.
وتتراوح كلفة «المكدوسة» الواحدة حاليا بين 7 و8 آلاف ليرة سورية، بينما كانت كلفتها العام الماضي نحو 5 آلاف ليرة، رغم استقرار سعر الصرف. في سياق متصل، ذكر حبزة أن متوسط تكاليف معيشة أسرة مكونة من خمسة أفراد كان يقدر سابقا بـ 5 ملايين ليرة سورية، إلا أن الوضع الحالي يتطلب ضعف هذا المبلغ، مع تقديرات تشير إلى أن الحد الأدنى لتكاليف المعيشة قد يصل إلى 12 مليون ليرة شهريا.
وتعد «المونة» من العادات القديمة في المنازل السورية، حيث يعتمد الناس على تخزين المواد الغذائية الموسمية في فصل الصيف بكميات كبيرة لاستخدامها في فترات لاحقة من السنة. يعتمد إعداد «المونة» على مواسم وفرة المحاصيل الزراعية، حيث يتم حفظها بطرق طبيعية، مثل استخدام حرارة الشمس لتجفيف الملوخية والفاصولياء واللوبياء والبامية والبندورة والباذنجان والفليفلة والتين والمشمش. ومن بين المواد الأخرى التي تخزن «الكشكة» المصنوعة من البرغل المنقوع باللبن، و«الجميد» اللبن المجفف، وغيرها من الأصناف.