يحتفل العالم في الثامن من سبتمبر من كل عام باليوم الدولي لمحو الأمية لتذكير الشعوب بأهمية محو الأمية باعتباره مسألة من مسائل الكرامة ولتسليط الضوء على أهمية القراءة والكتابة كمهارات أساسية لبناء مجتمعات مزدهرة وشعار هذا اليوم لهذا العام هو «تغيير مسار التعلم».
وقد تم الإعلان عن هذا اليوم من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو» في 26 أكتوبر عام 1966 خلال الاجتماعات الرسمية للمؤتمر العام لليونيسكو في دورته الرابعة عشرة.
وتشير التقديرات إلى أن 771 مليون شخص حول العالم معظمهم من النساء والشباب مازالوا يفتقرون إلى مهارات القراءة والكتابة الأساسية وهذا يعد عقبة كبيرة أمام التنمية الفردية والمجتمعية ويعيق التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
إن محو الأمية هو تنمية القدرة على القراءة والكتابة والقدرة على التواصل باللغة باستخدام العلامات أو الرموز المطبوعة أو الإلكترونية وغيرها، ووفقا لتقارير اليونيسكو لعام 1971 فإن تعريف محو الأمية كالتالي «يعد كل شخص اكتسب المعلومات والقدرات الضرورية لممارسة جميع النشاطات التي تكون فيها معرفة حروف اللغة ضرورية لكي يلعب دوره بفعالية في مجتمعه» وبالتالي يقصد بمصطلح الأمية عدم قدرة الشخص على القراءة والكتابة في سن معينة وبأي لغة كانت.
وفي بعض البلدان المتطورة يعرف الأمي بأنه الشخص الذي لا يجيد التعامل مع الحاسوب مثلا، وهناك مصطلح «الأمية الثقافية» و«الأمية التقنية» والبعض يطبق مصطلح «أمية المتعلمين» على الأشخاص الحاصلين على شهادات تعليم جامعي إلا أنهم رغم ذلك لا يجيدون قواعد الكتابة والقراءة بشكل صحيح.
وقد أوصى المؤتمر الإقليمي لتخطيط وتنظيم برامج محو الأمية في العالم العربي في عام 1964، الدول العربية بتبني مفهوم المستوى الوظيفي في جهود محاربة الأمية، حيث يعرف الأمي حسب هذا المفهوم بأنه «كل شخص تجاوز سن العاشرة ولم يكن منتظما في المدرسة ولم يصل إلى المستوى الوظيفي في القراءة والكتابة».
إن محو الأمية هو حق من حقوق الإنسان وأداة لتعزيز القدرات الشخصية وتحقيق التنمية البشرية والاجتماعية وهو نواة التعليم الأساسي للجميع ويشكل عاملا ضروريا للقضاء على الفقر وخفض معدل وفيات الأطفال والحد من النمو السكاني ويعتبر ضمانا لتحقيق التنمية المستدامة والسلام والديمقراطية.
ويرسخ محو الأمية المساواة بين الجنسين ويزود الأشخاص بمهارات القراءة والكتابة والقدرة على قراءة المجلات والكتب والصحف ويعدهم إعدادا متكاملا يؤهلهم من الناحية الدينية والأخلاقية والاجتماعية والجسمية والوجدانية ليكون لهم دورهم الفعال في خدمة الوطن بمجتمع ينعم بالرفاهية.
ومحو الأمية يحقق اندماج الأفراد في الحياة العامة من خلال تزويدهم بالتعليم التقني والمهني ويؤدي إلى مواكبة ظروف العصر والأخذ بمفهوم التربية المستمرة وتحقيق أهداف التنمية على جميع المستويات. ويعد يوم محو الأمية الدولي محطة انطلاق جديدة نحو مستقبل يخلو من الأمية لنكون جميعا جزءا من التغيير ونسهم في بناء عالم تكون فيه المعرفة مفتاحا لفرص لا حصر لها ونواصل السعي لتحقيق مجتمع عالمي مستنير.