دمشق - هدى العبود
قدم الكاتب المسرحي تمام العواني لمحة موجزة عن تجارب المسرحيين الكبار في سورية ومصر ولبنان، وفضلهم في الحفاظ على فن المسرح الذي يعد من أبرز الفنون الأدبية والمونودرامية والشعبية التي عرفتها الأجيال عبر التاريخ، وذلك في المحاضرة التي أقيمت بفرع اتحاد الكتاب العرب بمدينة حمص، تحت عنوان «نشأة المسرح العربي»، وحضرتها «الأنباء».
استعرض العواني في المحاضرة العوامل التي ساعدت في نشأة المسرح في البلدان العربية، وكيف بدأ كظاهرة مقتبسة من ثقافة الغرب، ثم تحول تدريجيا إلى عكس روح الشعب وتصوير همومه وقضاياه، وقال: كان المسرح في بعض تلك البلدان أداة قوية وفعالة في انتقاد الأوضاع الاجتماعية الخاطئة، وكان مسرح خيال الظل واحدا من صور المسرح العربي وبمثابة الشرارة الأولى لانطلاقته.
وتابع: نظرا لأهمية المسرح في كشف أوجه الزيف والبيروقراطية في حياة الشعوب، قال الكاتب والأديب رياض عصمت: انطلق «مسرح الشوك» في أولى تجاربه ليعري أوجه الزيف والبيروقراطية والروتين والتخلف والغش والقمع وعقدة الخواجة والرشوة والمحسوبية وفقدان العدل، وللأمانة يعود الفضل في إطلاق «مسرح الشوك» إلى الفنان القدير الراحل عمر حجو، الذي قدم ثلاثة عروض مختلفة له منذ 1969 حتى أوائل السبعينيات، اشترك فيها بعض كبار نجوم سورية، وفي مقدمتهم كل من دريد لحام ونهاد قلعي.
وأردف: تساءل عصمت «ترى هل كانت تلك التجربة فنا مسرحيا، أم أنها كانت مجرد بوق دعاية؟ هل هي جديدة، أم أنها تدرجت لتصل إلى عندنا؟ ما السبب أو الأسباب التي أدت إلى ظهورها عندنا في ذلك الزمان؟ ما الذي أضافته؟ وماذا يمكن أن تترك من تأثير؟ هل لها أصول تاريخية في المسرح العالمي؟ وأخيرا، ما السبل لتطويرها ودعمها وإحيائها؟».
وأكمل: ظهر نمط «مسرح الشوك» حاملا شكلا أوروبيا سمي «الكباريه السياسي» كردة فعل تجاه الأزمات السياسية والاقتصادية، ليعكس معاناة الشعب، مع كشف جريء وقاس، بهدف التطوير والتطهير، لقد عالج مخلفات الحروب والهزائم والأخطاء والروتين البيروقراطي والانحلال الخلقي وضعف الضمير الاجتماعي المسؤول، والحقيقة ما زال هنا رواد وكتاب ومحبون للمسرح يقدمون ما لديهم من نقد بناء يؤدي إلى بناء الوطن وتأسيس جيل شعار مسرحهم الوطن فوق الجميع.