يعاني الكثير من الآباء والأمهات من مشكلة كُره الأطفال للمدرسة، مما ينعكس سلبا على المستوى التعليمي للطفل. فيجب على أولياء الأمور أن يجعلوا تعليم الطفل مرتبطا بالسعادة عن طريق خلق مناخ مريح ومرح بالنسبة للطفل، وألا نضغط عليه ونشعره بالتوتر، وألا نلاحق الأطفال بالواجبات والمقارنات مع غيرهم حتى لا يشعر الطفل أن التعليم شيء مزعج وأيضا ألا نجبر الطفل على وقت الدراسة في وقت محدد لأنه من الصعوبة على الطفل أن يمكث عددا من الساعات يدرس دون فواصل فيفقد تركيزه ويشعر بالخمول وينسى كل المعلومات.
وأرى أن تهيئة الأبناء لاستقبال العام الدراسي تبدأ من الأسرة، حيث يحاول الوالدان بيان أهمية العلم والتعليم لبناء مستقبل جميل، والاستشهاد بنماذج من المجتمعات الفقيرة والتي لا يتعلم أبناؤها، مع حرص الوالدين على اصطحاب الابن معهما أثناء التسوق لشراء الملابس وقرطاسية المدرسة، إضافة إلى قيام الوالدين بتنظيم وقت النوم والاستيقاظ للأبناء قبل فترة زمنية معقولة حتى لا تتراكم عليه التغيرات فينفر ويكره وقت الذهاب للمدرسة.
كما أدعو الوالدين إلى مراجعة بعض المعلومات البسيطة مع أبنائهما بشكل ترفيهي وليس بصيغة سؤال وجواب، فعلى سبيل المثال يقول الأب للابن: إذا وجدنا في بيتنا خمس قطط واستطعنا أن نخرج ثلاث منها فكم يبقى في بيتنا؟ وأثناء الغداء يسأل أحد الوالدين: أنا أريد أن أقول كلمة باللغة الانجليزية وليعرفها أحدكم؟ وقبل النوم يقرأ الوالد مع ولده سورة من السور القرآنية المحفوظة سابقا ويكررها وهكذا، ثم ينظم الوالدان زيارة لأصدقاء الابن في المدرسة للعب معهم.
ولابد من تكاتف الأسرة مع المؤسسات الاجتماعية والتربوية لاستقبال العام الدراسي الجديد، فتبدأ كل منطقة قبل فترة مناسبة بتزيين مقر الجمعيات التعاونية وبعض الشوارع، مما يجعل الطفل في سعادة وشوق لاستقبال الدراسة كما لابد أن يكون أول يوم دراسي محملا بالهدايا الرمزية لجميع الفصول في مرحلتي الرياض والابتدائي نظرا لصغر السن وقوة التعلق بالبيت، كما لوسائل الإعلام المختلفة دور في تهيئة الأجواء للعودة للمدارس ولفت انتباه الأطفال بفقرات صغيرة مبدعة ببيان الفرحة بالانتقال لمرحلة جديدة على جميع الوسائل الإعلامية والتربوية.