علق عشاق الرعب آمالهم حول استمرارية سلسلة «The Evil Dead» التي بدأت عام 2013، على جهود المخرج الشاب فيدي آلفاريز، وقد كافأهم على هذه الثقة بأحد أنجح أفلام الرعب المجددة في 2024، حيث أضاف لمسة عصرية وهي التفسير الأوضح لنجاح الجزء الجديد «Alien: Romulus» والذي يستخدم العناصر الأكثر فعالية وتركيزا من سلسلة الأفلام، فبمجرد أن يبدأ لا يوقفه شيء.
يقدم «Alien: Romulus» من بدايته حتى نهايته إنتاج ضخم يضرب به المثل، والذي على الرغم من أنه يشير إلى ما سيأتي في فيلم «Aliens» الذي تدور أحداثه في المستقبل، إلا أنه يعترف بفضل المخرج ريدلي سكوت الذي تصدى لإنتاج الفيلم الأصلي، حيث يقدم الجزء الجديد نسخة مطابقة بشكل رائع للأجواء المستقبلية الصناعية التي رأيناها في مواقع الفيلم الأصلي التي صممها مصمم الإنتاج مايكل سيمور في محطة «Renaissance» المعطلة، الملونة بالأضواء الحمراء التحذيرية واللون الأسود للمخلوقات الفضائية، وهي تدخل ذاك المشهد وتثير التهديد أكثر من أي وقت مضى.
يمثل «Alien: Romulus» أيضا بشكل لا يمكن إنكاره مزيجا قويا بين الصور المولدة بواسطة الكمبيوتر وبين المؤثرات العملية المستخدمة لإضفاء الحياة على مواقعه ومخلوقاته وتأثيرات التعرض للإصابات، وقد حقق الفريق هنا مزيجا سلسا إلى حد كبير من كل هذه العناصر.
المفارقة هنا، أن هناك مشاهد في الفيلم، خاصة في الفصل الثالث يمكنك فيها أن ترى بوضوح أن المخرج ألفاريز يعرض لقطات مقربة لرؤوس كائنات فضائية مزيفة يتم تفجيرها، لكن تلك اللحظات أو الأوقات التي يمكنك فيها ملاحظة استخدام مجسم مصغر، تقوم بعمل رائع بتذكيرنا بأول فيلمين من السلسلة مثله مثل أي عبارة شهيرة أو لقطة أعيد تجسيدها من تلك الأجزاء.
يسمح ألفاريز لفيلم «Alien: Romulus» بالانطلاق الدرامي خلال الفصل الأول، حيث يستغرق وقتا لتأسيس العلاقة المركزية بين رين (كيلي سبايني) والروبوت آندي (دانييل جونسون)، اللذين يعيشان كشقيقين يعملان بالسخرة في مستعمرة «جاكسون ستار» التابعة لشركة ويلاند يوتاني، ومع رغبتهما اليائسة لمغادرة المستعمرة الكئيبة التي لا تشرق عليها الشمس، والتي يصورها المخرج كجحيم معدني، تتواصل «رين» و«آندي» مرة أخرى مع أصدقائهما القدامى (طاقم سفينة كوربيلان 4)، حيث تتمكن «رين» بفضل طبيعتها الذكية ورغبتها في حماية أخيها الاصطناعي من جذب محبة الجمهور بسرعة.
وبالنسبة للأداء التمثيلي، فإن سبايني تقوم بعمل رائع بإضفاء الواقعية على شخصية «رين» كفتاة يافعة تعيش الرعب لحظة بلحظة، وتغوص لأول مرة في العالم الكبير المخيف، وتجد أنه أسوأ مما كان يمكن أن يتخيله.