يقوم أحدنا بالانفراد بشخص يثق به ويرتاح له، فيبث له همومه، ويلقي عليه أحزانه، ويستشيره بما يجول في خاطره، فيخرج من هذا اللقاء المنفرد بما يرجع له نشاطه، ويعيد له حيويته، ويشعره أن الدنيا بخير.
***
واتصال بصديق عزيز نقضي معه ساعات طوالا نتجاذب فيها أطراف الحديث حول مشاغل الحياة بشكل عام، فالعمل والزوجة والبيت والمشروع التجاري الخاص يحتاج من أحدنا إلى إيجاد طرف ثالث يحسن الاستماع، ويتقن الإنصات، ويقدم المشورة في الوقت الذي يطلب منه تقديمها.
***
الأحاديث المنفردة «الجانبية» والتي تكون بين اثنين لا ثالث لهما في الغالب لها طعم فريد، ولذة لا يشعر بها سوى من ذاق حلاوتها، وارتوى من معينها الصافي.
***
ما يقال في المجالس المغلقة من أسرار مدفونة، وعبر الهاتف من أحاسيس مكبوتة، وما يباح به من مكنونات الصدر من هموم وأحزان، كلها أحاديث وكلمات سترى النور إن كانت هناك أحاديث جانبية.
***
الأحاديث الجانبية ليست جانبية، فبها يروح عن النفس، ويسرى عن القلب، وتنشط بها الذاكرة، وتسترجع من خلالها الذكريات، وتسكب بها العبرات، فأصدق العبارات تقال، وأجمل الكلمات تسطر، وأحلى الأوقات تقضى حينما يكون هناك حديث جانبي مع شخص تكن له ويكن لك الكثير من الود والحب والمشاعر الصادقة.
[email protected]