التربية والتعليم هما أساس التقدم في أي مجتمع، ومزايا العلم كثيرة لا يحيط بها كتاب ولا يحصيها مقام، وتسعى الحكومات إلى تطويره ومراجعة تقييمه للنهوض برقي المجتمعات وتطور الشعوب، ولنا مثال واضح على ذلك، حيث حصلت جمهورية فنلندا على المركز الأول على مستوى العالم في جودة التعليم بناء على تقييم منظمات عالمية متخصصة، وأظهرت هذه الدولة الأوروبية المتقدمة حضاريا احترام التعليم والتعلم، حيث كان هدفها الأساسي هو تطوير التعليم، إذ يتم اختيار المعلمين بعناية شديدة.
وتتركز سياسة التعليم في فنلندا على العمق في المضمون بدلا من زيادة المواد وكثرتها بلا داع. وقد تخلصت هذه الدولة كما قال الأب الروحي للتعليم في فنلندا د.راسي سلبرج: إن أول خطوة اتخذتها فنلندا في تطوير التعليم هي التخلص من الجراثيم الستة وهي باختصار:
1- كثافة المواد «الكيف وليس الكم».
2- كثرة الاختبارات والامتحانات.
3- إطالة ساعات الدوام المدرسي.
4- الدراسة المنزلية وكثرة الواجبات.
5- الدروس الخصوصية.
6- المواد المعقدة التي لا تنفع الطالب.
وقد نجحت فنلندا في القضاء على تلك الجراثيم وأصبحت في صدارة قائمة دول العالم بالأنظمة التعليمية.
وقد أبدع الإمام الشافعي حين قال:
تعلم فليس المرء يولد عالما
وليس أخو علم كمن هو جاهل
وإن كبير القوم لا علم عنده
صغير إذا التفت عليه الجحافل
وإن صغير القوم إن كان عالما
كبير إذا ردت إليه المحافل
ان تحقيق الجودة في التعليم أمر مهم جدا للنهوض بالمجتمع وحمايته من الجهل والتخلف والوصول إلى مصاف الدول المتقدمة، وعلينا أن نستفيد من تجارب غيرنا لتحقيق نجاحنا حتى نتخلص من أي جراثيم أو بكتيريا أصابت التعليم في الكويت وتحتاج إلى حلول جذرية وفورية للتخلص منها.
نبارك للهيئة التعليمية والادارية ولأبنائنا وبناتنا الطلبة بالعام الدراسي الجديد، متمنين لهم التوفيق والسداد بتكاتف كل الجهود الوطنية لإنجاح هذا الموسم الدراسي وتحقيق الخير والرفعة للوطن الغالي.
[email protected]
bnder22@