أطلق حزب «الليكود» الحاكم في إسرائيل، بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حملة لجمع توقيعات نواب في الكنيست «البرلمان»، على عريضة، تطالب الحكومة بتنفيذ ما تعرف «بخطة الجنرالات»، التي تقضي بتهجير سكان غزة.
ووفقا لهيئة البث الإسرائيلية، فإن هذه الخطة التي اقترحها ضباط كبار متقاعدون في الجيش الإسرائيلي، تقضي بتحويل شمال قطاع غزة إلى منطقة عسكرية، وإخلاء 200 ألف فلسطيني من سكان شمال القطاع إلى جنوبه، لإبقاء المنطقة خاضعة للسيطرة العسكرية الإسرائيلية الكاملة.
وأضافت الهيئة نقلا عن مصادر إسرائيلية أن كبار مسؤولي الجيش يعكفون حاليا على دراسة هذه الخطة وكيفية تنفيذها.
جاء ذلك فيما تتواصل الجهود المكثفة التي يبذلها الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة)، لكسر الجمود القائم في محادثات إطلاق سراح الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
وقبل عدة أسابيع، تكشفت ما أطلق عليها «خطة الجنرالات»، التي أعدها رئيس شعبة العمليات الأسبق في هيئة رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال في الاحتياط غيورا آيلاند وعدد من الضباط الآخرين المتقاعدين.
وبحسب ما نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، تنص هذه الخطة، على تنفيذ الجيش الإسرائيلي مرحلتين في غزة، تقضي الأولى بتهجير السكان المتبقين في شمال القطاع وتحويلها لمنطقة عسكرية مغلقة، ثم تنفيذ عملية التهجير عينها في بقية أنحاء القطاع.
وتحظى الخطة بدعم عشرات الضباط المنضوين تحت لواء ما يسمى بـ «منتدى الضباط والمقاتلين في الاحتياط»، والمؤيدين لأفكار الجنرال آيلاند اليمينية المتطرفة، والذي يعرف بتأييده مشروع تهجير فلسطينيي قطاع غزة.
وفي غضون ذلك، أعلن رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا أن بلاده مصممة على متابعة قضية «الإبادة الجماعية» ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، مشيرا إلى أنه سيتم تقديم المزيد من الأدلة الشهر المقبل.
ورفعت جنوب أفريقيا القضية في ديسمبر الماضي زاعمة أن الهجوم الذي شنته إسرائيل على غزة ردا على هجوم حماس الدامي في 7 أكتوبر 2023، ينتهك اتفاقية عام 1948 في الأمم المتحدة بشأن منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها.
ونفت إسرائيل بشدة هذا الاتهام.
وقال رامابوزا للصحافيين عندما سئل عن القضية «نحن عنيدون»، مؤكدا تصميمه «على المضي قدما في قضيتنا».
ومن المقرر أن تقدم جنوب أفريقيا بيانا بالحقائق والأدلة إلى محكمة الأمم المتحدة الشهر المقبل لدعم قضيتها.
وأضاف رئيس جنوب أفريقيا أن الاستعدادات جارية لتقديمه «وهو مجلد ضخم من مئات ومئات الصفحات».
وتابع: «نواصل القول بأن الإبادة الجماعية يجب أن تتوقف ويجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار، وبشكل مماثل، يجب أن تكون هناك إعادة للرهائن». وعلى الصعيد الميداني، كثف الجيش الإسرائيلي غاراته وقصفه على شمال غزة، مهددا بشن عملية عسكرية جديدة فيه.
وارتكب جيش الاحتلال أمس مجزرتين في مدينة غزة وسط القطاع أسفرتا عما لا يقل عن 15 شهيدا وعشرات الجرحى.
وأفاد الدفاع المدني في القطاع باستشهاد 5 فلسطينيين وإصابة آخرين نتيجة قصف إسرائيلي بالقرب من مدرسة دار الأرقم في منطقة أرض الشنطي شمال غرب مدينة غزة. كما استشهد 10 فلسطينيين آخرين بينهم 3 أطفال و3 نساء وحالة معظمهم خطيرة، وذلك إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في حي التفاح شرقي المدينة. واستهدفت غارات إسرائيلية مناطق سكنية بمخيمي النصيرات والمغازي، ما اسفر عن سقوط قتلى ومصابين.
من جهة اخرى، تصاعد القصف الإسرائيلي الجوي والمدفعي على مخيم جباليا ومناطق أخرى شمالي القطاع بعد تهديد جيش الاحتلال ببدء عملية عسكرية جديدة بذريعة إطلاق المقاومة صواريخ من هذه المناطق.
وفي هذا السياق، استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون إثر قصف مدفعي استهدف بيت حانون، كما استشهد 3 أشخاص جراء غارة على روضة العلياء في مخيم جباليا، بينما استهدفت غارة أخرى منطقة الفالوجا بالمخيم ذاته.
كذلك، استهدف قصف إسرائيلي خيم للنازحين في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس جنوبي القطاع، مما تسبب في اندلاع حرائق بالمنطقة المستهدفة.
وفي رفح جنوب القطاع أيضا، نسفت قوات الاحتلال مربعات سكنية غربي المدينة، بحسب ما نقلت قناة «الجزيرة» الفضائية.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة التابعة لـ«حماس» في غزة في بيان أمس ارتفاع حصية ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي إلى 41 ألفا و182شهيدا، و95 ألفا و280 مصابا.
وفي المقابل، قصفت فصائل المقاومة الفلسطينية تجمعا لقوات الاحتلال في محور نتساريم بقذائف الهاون من العيار الثقيل.