ترجع تسمية كلمة متحف أو بالإنجليزية Museum إلى Muses (باليونانية)، إلى أسطورة الملهمات التسع بنات زيوس ونيموزين البارعات في 9 فنون منها الشعر والفن والغناء والتاريخ وغيرها...
أصبحت المتاحف جزءا مهما لدعم التراث الإنساني وحفظ التاريخ والفنيات المتنوعة. وكتجربة شخصية، قمت بزيارة العديد من المتاحف والمواقع التاريخية والأثرية في عشرات الدول التي سافرت إليها، ووجدتها مكتظة بالزوار والمهتمين من جميع الجنسيات حتى العربية والخليجية بالأخص، حتى أانها تعتبر ضمن الوجهات السياحية الرئيسية للسياح لأغلب المدن التي قمت بزيارتها - بالرغم من عدم وجود بعض الآثار والمقتنيات القديمة أو النادرة جدا في العديد منها - إلا أنها فعالة ومزدحمة بل تدر ملايين الدولارات كمردود مادي سياحي.
لقد أمضيت الشهر الماضي في زيارة المتاحف «الكويتية»، الحكومية منها والخاصة، وأول شيء لاحظته هو «خلوها» من الزوار، بالكاد أجد زائرا يتجول فيها، على الرغم من جمالها وضخامتها وفخامتها والدخول إليها «بالمجان» إلا أنها «تصفر» من الناس والزوار والمهتمين، وكأنها متاحف صممت للأشباح لا البشر.
كانت المقارنة صعبة بين الغرب وبيننا بسبب عوامل وفروقات عديدة تشمل طبيعة تصميم المدن أو برودة الطقس وثقافة الشعب، لكن السؤال الذي راودني: لماذا يهتم «الأجنبي» بالمتاحف أكثر من الخليجي؟ ولماذا نفتقر إلى ثقافة زيارة المتاحف؟ علما بأن أغلب هذه المتاحف «مجانية» وتقدم خدمات وأنشطة وفعاليات بالمجان - بعكس الغرب - إلا أنها خالية من الحضور. هل تنقصنا الدعاية، أم تنقصنا التوعية؟ لماذا متاحف الغرب مكتظة ومتاحفنا خالية؟
أسمع الكثير من المواطنين يتساءلون «هل احنا عندنا متاحف؟» وفي الغالب لا أحد يرد أو يجيب عن تساؤلاتهم الا البعض الذين يردون «بسخرية» على هذا السؤال العميق. مواطنون لا يعلمون بوجود متاحف منذ السبعينيات في الكويت ولا يعلمون أنها تقدم أنشطة وفعاليات مصاحبة وسنوية بالمجان لكنهم يسافرون ليزوروا المتاحف في الخارج ويدفعون عليها تذاكر ويشترون الصور كذلك!
لا أنكر أن تجربتي كزائرة لهذه المتاحف المحلية كان يصاحبها نوع من الملل، قد يكون السبب خلوها من الناس والسياح أو أحيانا لعدم توافر مرشدين للجولات كما هو الحال في الدول الأخرى.
لكننا بالفعل بحاجة إلى تشجيع السياحة والمتاحف وتنشيطها من خلال الزيارات المدرسية أو عمل الدعايات اللازمة، وتثقيف الأطفال من خلال المناهج الدراسية الحديثة وتكثيف الأنشطة التي تتناسب وطموحات الأجيال القادمة.
بالقلم الأحمر: محزن أن تكون متاحفنا بلا زوار.
AljaziAlsenafi@