لطالما اعتبر العمل الخيري وإقبال الكويتيين على دعمه والمشاركة فيه، سواء لأغراض داخل الكويت أو خارجها، من بين المناقب المتميزة لدولة الكويت. وقد اعتاد استطلاع البارومتر العربي، لجامعة «برنستون»، والذي أتشرف بعضوية فريقه، أن ينفذ في الكويت ثلاث مرات، كانت آخرها ما بين 14 فبراير إلى 18 مارس 2024 بالتعاون بين جامعتي برنستون وهارفارد، ومركز دراسات الخليج في جامعة الكويت، ومركز السلام. شملت عينة الاستطلاع 1210 من الكويتيين في المنازل من كلا الجنسين ومن محافظات الكويت الست.
طرح الاستطلاع، في دورته الأخيرة (الدورة الثامنة)، على المستجيبين بعض الأسئلة التي تتناول توجهات الكويتيين حول بعض صور العمل الخيري ومنها سؤالا عما إذا كانوا يتبرعون بالمال عادة لجمعية خيرية أو للمحتاجين بشكل عام خلال أشهر السنة. وقد أظهرت النتائج أن أغلبية كبيرة من الكويتيين يقومون بذلك، وصلت نسبتهم إلى 91.9%، في مقابل 6.6% فقط ممن لم يتبرعوا. وبالمقارنة مع نتائج السؤال ذاته في دورة البارومتر العربي السابعة 2022، حيث بلغت نسبة المتبرعين 84%، سيتضح حدوث ارتفاع ملحوظ في إجمالي المتبرعين الكويتيين!
أما عند سؤال المستجيبين عما إذا كانوا يتطوعون بوقتهم في شهر ما للعمل مجانا أو لدعم قضية تهمهم، فقد أظهرت نتائج الدورة الثامنة أن الثلثين (66.9%) قد نفوا ذلك، في مقابل 32.7% ممن أجابوا بنعم. وبالمقارنة مع نتائج السؤال ذاته في دورة البارومتر العربي السابعة 2022، بلغت نسبة المتطوعين 19.5%، مما يكشف عن تزايد في إجمالي المتطوعين الكويتيين!
كذلك، انفردت الدورة الثامنة من الاستطلاع بطرح سؤال جديد ذي صلة بالعمل الخيري لم يرد في الدورات السابقة. وقد كان لي اهتمام بحثي شخصي حينما اقترحت هذا السؤال لإدراكي لأهمية هذا السؤال، فضلا عن سلسلة زمنية في استطلاعات أخرى طرحت نفس السؤال. حيث سئل المستجيبون عن مدى موافقتهم على العبارة التالية: أثق بالعمل الخيري الكويتي. وقد عبر 90.5% عن موافقتهم عليها، ما بين 31.7% من الموافقين إلى حد ما، و58.8% من الموافقين بشدة، في مقابل 9.2% من المعارضين، ما بين 5.5% ممن يعارضون إلى حد ما و3.7% من المعارضين بشدة.
وبصورة عامة، تعكس النتائج حدوث تغيرات إيجابية في التوجهات العامة للكويتيين نحو العمل الخيري بصوره المختلفة، ومستوى عاليا من الثقة لدى المستجيبين بالعمل الخيري الكويتي حتى عن استطلاعات أخرى، وهو ما ينسجم مع زيادة الانخراط بالعمل الخيري سواء بالتبرعات أو التطوع.