مع اقتراب فصل الشتاء وما يحمله من برد، عاد هم البحث عن مصدر للتدفئة المتجدد كل عام، ليتصدر اهتمامات الأسر السورية.
ويواجه سكان ريف دمشق كما في باقي المحافظات، تحديات كبيرة في تأمين وسائل التدفئة البديلة بسبب شح المازوت وانقطاع تيار الكهرباء لساعات طويلة. ومن هذه البدائل أغصان الأشجار والكرتون وفضلات الأقمشة والبلاستيك، لتدفئة أطفالهم.
ونقل موقع «أثر» عن إحدى الموظفات أنها تجمع الكرتون والنايلون وبقايا أغصان أشجار الزيتون اليابسة من الشوارع والحدائق لتحضيرها كوقود بديل. وبررت ذلك بأنها لا تملك المال الكافي لشراء المازوت، مما دفعها إلى اللجوء إلى هذه البدائل الأرخص.
وتحدث رجل مسن عن اعتماده على جمع أغصان الأشجار اليابسة كوسيلة لتأمين الحطب لعائلته، موضحا أنه يستثمر أشجار الزيتون من أصحابها لجمع الأغصان الميتة وأخذ الزيتون من الأشجار الناضجة.
ويقول احد بائعي الحطب في كفر بطنا، إن أسعار الحطب ارتفعت بشكل ملحوظ هذا العام بسبب تكاليف النقل المرتفعة من الساحل السوري، إذ بلغ سعر كيلو حطب الزيتون 6000 ليرة سورية.
وعلى صعيد آخر، أوضح مدير زراعة ريف دمشق، عرفان زيادة، أن المديرية اتخذت إجراءات صارمة لحماية الأشجار من القطع غير القانوني، من خلال جولات مكثفة تقوم بها الضابطة الحراجية في المحافظة.
ويذكر أن أسعار الحطب شهدت ارتفاعات كبيرة العام الماضي، إذ بلغ سعر طن الحطب أكثر من 3 ملايين ليرة سورية.
وسبق أن أفاد مدير «مديرية الحدائق» في محافظة دمشق سومر فرفور، نهاية العام الفائت، بـ«تنظيم أكثر من 100 ضبط مخالفة لقطع أشجار مختلفة الأحجام خلال الشتاء، وضبط 4 مستودعات للأخشاب غير النظامية على طريق مناطق برزة وأوتوستراد الفيحاء».
وأضاف بحسب ما نقلت صحيفة «الثورة» الرسمية، أنه «تم توقيف 15 شخصا يقطعون الأشجار والأغصان من الأماكن العامة والشوارع، وإحالتهم إلى القضاء المختص»، مشيرا إلى أن عقوبة من يقطع الأشجار الحراجية في الطرقات والأماكن العامة وحتى الخاصة تصل إلى السجن من 6 أشهر إلى سنتين، وغرامة مالية بين 500 ألف ليرة إلى مليوني ليرة.
وكان الرئيس بشار الأسد أصدر مرسوما بتشكيل «ضابطة حراجية» مسلحة. وذكرت انه يهدف إلى حماية وإدارة وتنمية الحراج الطبيعية والاصطناعية، من خلال توضيح وتسهيل إجراءات وآلية عمل الضابطة الحراجية وتحديد مهامها وحقوقها وواجباتها، إضافة إلى تشكيل المخافر والمحارس الحراجية، بما يساعد في عمل الضابطة وتنظيم دوامها وطريقة التعامل مع المخالفين.