من الأمم المتحدة وفي قمة المستقبل، تميز سمو ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح بالحكمة السياسية والرؤية الاستراتيجية المتوازنة خلال إلقائه خطاب الكويت ممثلا عن سمو أمير البلاد المفدى الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح - حفظه الله ورعاه - وقد استعرض من خلال كلماته مجموعة من القضايا المحورية التي تواجه المنطقة والعالم، مما أكد مكانة الكويت كدولة مسؤولة تلعب دورا حيويا في تعزيز السلام والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي.
ومنذ عقود، تلعب الكويت دورا رياديا في دعم السلام وحل النزاعات، وهذا ما تجلى بوضوح في خطاب الكويت الذي عبر فيه سموه عن التزام الكويت الراسخ بالبحث عن حلول ديبلوماسية للأزمات الإقليمية والدولية. وأكد سمو ولي العهد، حفظه الله، أهمية التعاون الدولي في التصدي للتحديات التي تواجه الأمن والسلم، مشددا على أن الكويت تضع الاستقرار الإقليمي والعالمي على رأس أولوياتها.
وهناك جانب آخر بارز في الخطاب أشار سموه من خلاله إلى الدور الإنساني الريادي الذي تلعبه الكويت على الساحة الدولية، إذ تعتبر الكويت واحدة من أكبر الدول المانحة للمساعدات الإنسانية والإنمائية حول العالم، وهو ما يعكس مبادئها الراسخة في دعم الشعوب المتضررة من الأزمات والصراعات.
وأكد ممثل صاحب السمو خلال الخطاب أن الكويت ملتزمة بالوقوف إلى جانب المجتمعات الأكثر حاجة، سواء من خلال تقديم المساعدات الإنسانية المباشرة أو المساهمة في جهود إعادة الإعمار والتنمية، مما يعكس الدور الفعال للديبلوماسية الإنسانية التي تعتبر جزءا أساسيا من سياسة الكويت الخارجية.
ولم يغفل الخطاب التطرق إلى القضايا العالمية المشتركة التي تتطلب جهودا دولية موحدة، مثل التغير المناخي وأهداف التنمية المستدامة، فقد شدد سموه على أن التحديات البيئية التي يواجهها العالم اليوم تتطلب تكاتف الجهود العالمية لإيجاد حلول مستدامة. وأشار إلى أن الكويت ملتزمة بالمساهمة في هذه الجهود الدولية من خلال دعم المبادرات البيئية والتكيف مع التغيرات المناخية، كما أبدى حرصه على تحقيق أهداف التنمية المستدامة بما يتماشى مع رؤية الأمم المتحدة لعام 2030، وهو ما يعكس طموح الكويت لبناء مستقبل أكثر ازدهارا واستدامة للأجيال القادمة.
ومن خلال هذا الخطاب المتوازن والواعي، نجح سمو ولي العهد في تسليط الضوء على الدور الإيجابي والبناء الذي تقوم به الكويت في الساحة الدولية، إذ إن الكويت ليست مجرد متلق للقرارات الدولية، بل شريك مسؤول يسهم بشكل فعال في صياغة الحلول والتغلب على التحديات، وجاء الخطاب برسالة واضحة إلى المجتمع الدولي مفادها أن الكويت بقيادتها الحكيمة، ستظل داعمة للاستقرار والسلام والتعاون على كل المستويات.
ختاماً: كلمة الكويت التي ألقاها سمو ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، حفظه الله، في الأمم المتحدة بمنزلة انعكاس صادق لمسيرة الكويت في دعم السلام والازدهار الدولي، وأن الكويت ستبقى دائما رمزا للديبلوماسية الهادئة والبناءة، وستواصل جهودها الرامية إلى تحقيق عالم أكثر استقرارا وعدلا.
حفظ الله الكويت أرضا غالية وقيادة حكيمة وشعبا مخلصا.