تنبض قلوبنا بالفخر والاعتزاز كل عام وشقيقتنا المملكة العربية السعودية قيادة وشعبا بخير وأمن وأمان ونهضة وازدهار بمناسبة اليوم الوطني، داعين الله أن يحفظها وطنا وملكا وولي عهد وشعبا.
تشرفت بهدية من دارة الملك عبدالعزيز بكتاب قيم يحمل عنوان «الملك عبدالعزيز في الصحافة العربية» للدكتور ناصر الجهيمي صدر عام 1999 به نماذج مختارة لمقالات بعضها يرجع تقريبا لقرن من الزمان، ولعل أكثر ما شدني هي كلمات مقدمة الكتاب وكانت تشريفا لهذا الكتاب أنها لرئيس مجلس إدارة «دارة الملك عبدالعزيز» خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله ورعاه، اضطررت لأخذ جزء منها.. يقول فيها: «لقد كان استرداد الملك عبدالعزيز الرياض في الخامس من شهر شوال عام 1319هـ/1902م هو اللبنة الأولى في تأسيس المملكة العربية السعودية في حين تعود جذور هذا التأسيس إلى أكثر من 262 عاما عندما تم اللقاء التاريخي بين الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب، رحمهما الله، عام 1157هـ/1744م فقامت بذلك الدولة السعودية الأولى على أساس الالتزام بمبادئ العقيدة الإسلامية ثم جاءت الدولة السعودية الثانية التي سارت على الأساس والمبادئ ذاتها.
عندما بدأ الملك عبدالعزيز في مشروع البناء الحضاري لدولة قوية الأركان كان يضع نصب عينيه السير في منهج آبائه فأسس دولة حديثة قوية استطاعت أن تنشر الأمن في أرجائها المترامية الأطراف وأن تحفظ حقوق الرعية بفضل التمسك بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وامتد عطاؤها إلى معظم أرجاء العالمين العربي والإسلامي وكان لها أثر بارز في السياسة الدولية بوجه عام بسبب مواقفها العادلة الثابتة وسعيها إلى السلام العالمي المبني على تحقيق العدالة بين شعوب العالم.
وجاءت عهود أبنائه من بعده امتدادا لذلك المنهج القويم، ففي الخامس من شهر شوال 1419هـ/23 يناير1999م يشهد التاريخ مرور 100 عام على دخول الملك عبدالعزيز الرياض وانطلاق تأسيس المملكة العربية السعودية عبر جهود متواصلة من الكفاح والبناء نقلت هذا الوطن وأبناءه من حال إلى حال وصنعت بتوفيق الله تعالى وحدة حقيقية على أساس الإسلام ملأت القلوب إيمانا وولاء، وجسدت معاني التلاحم التاريخي بين الشعب وقيادته في مسيرة تاريخية.
إن استحضار أحداث ذلك اليوم في نفوس أبناء المملكة عون على شكر الله على نعمه وتذكير بأن هذه البلاد التي قامت فيها الدعوة والدولة معا لاتزال وفية لعهد أجيال التأسيس والتوحيد، مستمدة منهجها في الحياة من كتاب الله وسنة نبيه.
٭ ٭ ٭«موقف الملك عبدالعزيز من فلسطين»، حيث ذكرت جريدة «الجهاد» في عددها 1419 بتاريخ 22 أكتوبر 1945 تقول: أرسل صاحب الجلالة الملك عبدالعزيز آل سعود إلى الرئيس روزفلت رئيس أميركا.
ونظرا لضيق المكان ننشر أهم الفقرات التي وردت في مذكرات الملك معتقدين أن جهوده إلى جانب جهود الدول العربية ستحدث تحولا محتملا في سير قضية فلسطين..ابتدأ الملك رسالته بعد التمهيد بقوله:
ان حق الحياة لكل شعب في موطنه الذي يعيش فيه حق طبيعي، ضمنته الحقوق الطبيعية، وأقرته المبادئ الإنسانية، وأعلنه الحلفاء في الميثاق الأطلنطي وفي مناسبات متعددة، والحق الطبيعي للعرب في فلسطين لا يحتاج إلى بيان فقد ذكرت فخامة رئيس أميركا أن العرب هم سكان فلسطين منذ أقدم عصور التاريخ وكانوا سادتها والأكثرية الساحقة فيها في كل العصور وإننا نشير إشارة موجزة إلى هذا التاريخ القديم والحديث لفلسطين حتى اليوم لنبين أن دعوة الصهيونية في فلسطين لا تقوم على أساس تاريخي معقول ثم إشارة إلى أن تاريخ فلسطين المعروف يبدأ من 3500 سنة قبل الميلاد وأن أول من توطن فيها هم الكنعانيون وهم قبيلة عربية نزحت من جزيرة العرب ثم هاجر الكندي من العراق إلى فلسطين عام 2000 قبل الميلاد بقيادة النبي إبراهيم الخليل ومعه بعض اليهود الذين ما لبثوا أن هاجروا إلى مصر بسبب المجاعات حيث استعبدهم الفراعنة حتى أنقذهم موسى النبي وعاد بهم إلى فلسطين.
كما ذكرت جريدة «أ.ب» في عددها 449 بتاريخ 15/8/1949 عنوانا «الملك ابن سعود يشترط إشراك فلسطين بالمؤتمر» القاهرة ـ كتبت جريدة «المقطم»: «إن مندوب الملك ابن سعود في القاهرة صرح بأنه لا يمكن إجراء أي بحث أو اجتماع بصدد القضية العربية إذا لم يشمل فلسطين».
وهذا دليل صدق وحرص المملكة على حل قضية فلسطين.
[email protected]