يعرف القاصي والداني أن الكيان الصهيوني بكل ما يحمله من إرث إجرامي، يتخبط، حيث إن البوصلة لديه قد وصلت إلى منتهاها من العبث وعدم تقدير الأمور وحسابها بشكل صحيح.
وأقول إن الكيان الصهيوني يتخبط في كل قراراته، لأنه لا يحسبها جيدا وأخذته العزة بالإثم، فراح يسلط آلياته العسكرية، بمساندة الغرب وأميركا، للقتل وسفك الدماء وتصفية القيادات، وكأنه بعد أن يتمكن من ذلك سينال النصر، وسيعيش هانئ البال.
وهو لا يدري ولا يفهم أن القيادات في أي تنظيم يواجهه في فلسطين وجنوب لبنان، ما هم إلا أشخاص، إن ماتوا أو قتلوا سيكون هناك أشخاص آخرون، لديهم القدرة نفسها للقادة المغتالين بأيدٍ صهيونية، في إدارة المقاومة والدفاع عن حقوقهم المسلوبة.
إن الصهيوني المجرم، لا يفهم أن اغتيالاته وتصفياته الدموية للقادة لن تنهي معاناته مع المقاومة، بل إنها ستزيدها اشتعالا، وستجعله فاقد الإنسانية، أمام العالم الذي يصم آذانه ويغمض أعينه، كي لا يسمع استغاثة وصراخ أطفال فقدوا الأمن والأمان في بلدهم وباتوا يستيقظون وينامون على أصوات التفجيرات وأزيز الطائرات، وضربات المدافع، وأصوات الرصاص.
إنها قمة المأساة، التي لجأ إليها الكيان الإسرائيلي، وهو يعتقد أن في ذلك نصرا له، وأنه سيأتي الوقت الذي سيشعر فيه الفلسطينيون واللبنانيون في الجنوب، أنهم لا فرصة لهم للهرب بأعمارهم إلا بترك أراضيهم وديارهم، ليجعلها الكيان الصهيوني مستوطنات له.
لا يفهم الكيان الصهيوني وهو يمارس التصفية الجسدية للقيادات الفلسطينية واللبنانية منذ عشرات السنين، أن أفعاله لم تؤت أكلها بالنسبة له بل إنها تزيد الأمور تعقيدا.
فقبل أن يغتال الجيش الإسرائيلي الأمين العام لحزب الله، اغتال الكثير والكثير من القيادات، هل ذلك أوقف أو أحبط المقاومة، هذا السؤال يجب أن يجيب عنه الكيان الصهيوني نفسه، ليعرف أن طريق القتل والاغتيال وسفك الدماء هو طريق المتخبط، الذي فقد القدرة على التفكير، وأن الطريق الأمثل هو الجلوس على طاولة المفاوضات، من دون تعنت أو تصلب في الرأي، للوصول إلى حل يرضي الجميع.
وأعتقد أن الكيان الصهيوني لا يريد الحل، لأنه إن وجد الحل فهذه هي بداية النهاية بالنسبة له، لذا فإنه سيشعل الحروب ويسفك الدماء إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.