أمرنا الإسلام بأن نختار لأطفالنا أحب الأسماء، وحذرنا من الأسماء التي يمكن أن يخجل منها عندما يكبر، وأمرنا أن نقيم لقدومه «العقيقة»، وكفل للطفل حق الرضاعة الكافية زمنيا لاكتمال تكوينه العضوي، كما حذر الإسلام الوالدين في حالة انفصالهما عن استخدام الطفل كوسيلة ضغط من طرف ضد الآخر لأن الطفل هو الضحية دائما.
وطالبنا الإسلام بالرفق والحنان عند التعامل مع الأطفال والإنفاق عليهم بقدر استطاعتنا، وغرس التربية الإسلامية في قلوبهم من قبل وسائل التعليم ووسائل الإعلام المختلفة، بحيث يشب أطفالنا أسوياء، كما أن الإسلام ينظر الى الطفل باعتباره رجل الغد، ومن ثم فهو يرعاه ويحميه ويربيه حتى يتأهل لحمل التكاليف الشرعية والدنيوية، ويصير مواطنا صالحا لنفسه وعقيدته ووطنه.
أما انتهاك حقوق الطفل بإهماله أو إغفال أي إجراء صحي أو اجتماعي يؤثر على نموه نموا سليما، فهذا يعد انتهاكا لحقوقه.
وتبدأ حقوق الطفل قبل زواج الأبوين، حيث لابد من الكشف الطبي وعمل الاستشارات الوراثية للمقبلين على الزواج، ومن حقوق الطفل الرضاعة الطبيعية مصداقا لقوله عز وجل: (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين)، ومن أبشع أساليب انتهاك حقوق الطفل الضرب والقسوة والشدة في المعاملة، فلقد سبق الإسلام كل الدساتير والقوانين القديمة والحديثة في إقرار حقوق الطفل، وبدأت العناية الإلهية بالطفل قبل أن يولد، بل قبل أن يصبح نطفة في بطن أمه، حيث أمرنا الله تعالى ورسوله عند التفكير في الزواج بأن نتخير الاختيار الأمثل، لأنها ستكون محضنا وأما لطفلنا، وهنا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «تخيروا لنطفكم وانكحوا الأكفاء»، فإعطاء حقوق الطفل فرض شرعي.