انضمت بورصة الكويت الى أكثر من 118 بورصة عالمية وهيئة سوق مال لنشر الثقافة المالية والاستثمارية، وذلك ضمن فعاليات أسبوع المستثمر العالمي لعام 2024، الحملة الدولية التي تستمر لمدة أسبوع والمنظمة بجميع أنحاء العالم من قبل المنظمة الدولية لهيئات الأوراق المالية (IOSCO)، بالتعاون مع الاتحاد العالمي للبورصات (WFE)، وذلك للسنة الرابعة على التوالي.
ويهدف أسبوع المستثمر العالمي، الذي ينطلق اليوم (الاثنين) ويستمر حتى 13 الجاري، الى نشر رسائل توعوية رئيسية لتعزيز ثقافة المستثمرين وحمايتهم ونشر التوعية المالية، وتعزيز فرص التعلم للمستثمرين، كما يهدف الى تعزيز جهود التعاون بين أعضاء «IOSCO» و«WFE»، إضافة الى زيادة الوعي حول القضايا الشائعة التي تؤثر على المستثمرين بجميع أنحاء العالم.
تعزيز الثقافة المالية
وتعليقا على مشاركة بورصة الكويت في أسبوع المستثمر العالمي، قال الرئيس التنفيذي للشركة محمد العصيمي: «يسرنا في بورصة الكويت المشاركة في الاحتفاء بأسبوع المستثمر العالمي في نسخته الثامنة، وذلك باعتبارنا عضوا فاعلا في اتحاد البورصات العالمية (WFE)، وعضوا منتسبا في المنظمة الدولية لهيئات الأوراق المالية».
وأضاف العصيمي: «تأتي هذه المشاركة ضمن التزامنا الراسخ بدورنا لتعزيز الثقافة المالية في سوق المال الكويتي وتوسيع قاعدة المعرفة بين المستثمرين، حيث نؤمن بأن الاستثمار في الوعي المالي يسهم بتطوير أسواق رأس المال، ويعزز قدرة المستثمرين على اتخاذ قرارات مدروسة، وهو ما يتماشى مع رؤية البورصة في تعزيز مكانتها كوجهة استثمارية موثوقة ومستدامة».
مبادرة «الجرس»
وأطلقت البورصة مبادرتها بعنوان «الجرس»، بالتعاون مع اتحاد شركات الاستثمار، وشركة المركز المالي الكويتي، وجمعية المحللين الماليين المعتمدين، وجامعة الكويت، وشركة شبكة المعلومات الائتمانية (ساي نت)، حيث تهدف المبادرة الى زيادة الوعي بالثقافة المالية، الأمر الذي يؤدي دورا أساسيا في تحقيق التنمية والازدهار الاقتصادي والاجتماعي.
وتم اختيار عنوان «الجرس» لأنه يرمز إلى دور البورصة المحوري في تنبيه المستثمرين إلى التغيرات والفرص، كما يرمز أيضا إلى بداية جلسات التداول، ويؤكد أهمية الاستعداد والمعرفة في اتخاذ قرارات مالية سليمة، ذلك وسوف تغطي هذه المبادرة أبرز التطورات في عالم الاستثمار من الذكاء الاصطناعي إلى التمويل الرقمي.
وفي هذا السياق، قال العصيمي: «بمناسبة أسبوع المستثمر العالمي، يسرنا أن نعلن عن إطلاق مبادرة الجرس لتعزيز الثقافة المالية بنسختها الأولى، والتي تتضمن سلسلة من الدورات التدريبية، وورش العمل، والمحاضرات التوعوية، والجلسات الحوارية، التي ستعقد بالتعاون مع نخبة من الخبراء في الأسواق المالية والقطاع المالي».
وتتضمن مبادرة «الجرس» ندوة منظمة بالتعاون مع شركة شبكة الكويت للمعلومات الائتمانية حول الإدارة المالية والمكافآت الطلابية، وندوة مقدمة من الأستاذ المشارك بقسم التمويل في كلية العلوم الإدارية بجامعة الكويت د. فهد المضف، حول التكنولوجيا والتمويل الرقمي.
كما ستنظم البورصة دورة افتراضية حول التنمية المستدامة، وذلك بالتعاون مع اتحاد شركات الاستثمار، وورشة عمل حول موضوعي «الاستحواذ والاندماج» و«السندات والصكوك» بالتعاون مع شركة المركز المالي الكويتي.
زيادة وعي المستثمرين
من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة المنظمة الدولية لهيئات الأوراق المالية (IOSCO) ورئيس هيئة الخدمات المالية والأسواق المالية في بلجيكا جان بول سيرفيس: «شهدت حملة أسبوع المستثمر العالمي التي أقيمت العام الماضي مشاركة 118 بورصة وهيئة رقابية ووصلت الى نحو 730 مليون شخص حول العالم، ومن الواجب علينا أن نستمر في هذا الزخم».
وأضاف: «نرى كيف أن الإقبال أصبح كبيرا على التداول الجزئي (fractional trading)، والألعاب التحفيزية (gamification)، والتداول بالنسخ (copy trading)، كما أنني على يقين تام أن أسبوع المستثمر العالمي 2024 سيبني على نجاح السنوات السابقة لزيادة وعي المستثمرين بهذه القضايا، وأتطلع للمساهمة في نجاحه».
وأشار سيرفيس إلى أن المنظمة الدولية لهيئات الأوراق المالية تهدف إلى توعية المستثمر وزيادة الثقافة المالية لديه، حيث تؤمن بأن هناك حاجة ملحة إلى تثقيف المستثمرين وزيادة التوعية المالية لديهم بشكل أكبر مما هو الوضع عليه اليوم.
وذكر أنه مع استمرار الأسواق المالية في التطور والابتكار، تميزت المنتجات الاستثمارية بالتطور المتزايد وتنوعت الخدمات المالية بصورة كبيرة، وأصبح إلزاما على المستثمرين الأفراد التعرف على المفاهيم المالية الأساسية بشكل أكبر، وذلك لفهم وتقييم الخيارات المتاحة لهم ولتجنب مواجهة عمليات الاحتيال المالي.
الاستثمار المسؤول
بدوره، أعرب رئيس مجلس إدارة اتحاد شركات الاستثمار عبدالله التركيت، عن سعادة الاتحاد بالانضمام الى هذه المبادرة، قائلا: «يسعدنا التعاون مع بورصة الكويت في مبادرة الجرس الهادفة إلى رفع مستوى الوعي المالي، بالتزامن مع أسبوع المستثمر العالمي، حيث تعكس هذه الشراكة الالتزام المشترك للطرفين بتثقيف شرائح مختارة من المجتمع، بما في ذلك الطلبة والمؤسسات، حول أهمية المعرفة المالية والاستثمار المسؤول والالتزام بأفضل الممارسات في السوق المالي. أتقدم بخالص الشكر إلى بورصة الكويت على جهودها في تنظيم هذه المبادرة، وأتطلع إلى المزيد من التعاون في المستقبل».
من جهته، أشاد الرئيس التنفيذي للمركز المالي الكويتي علي خليل، بمبادرة البورصة للثقافة المالية، قائلا: «يؤمن المركز المالي الكويتي بأن الثقافة المالية أمر جوهري لتمكين الأفراد وبناء مجتمع أكثر استدامة، فهي ركيزة في التزامنا بالمسؤولية الاجتماعية للشركات، التي نولي فيها أولوية خاصة للتنمية الاقتصادية المستدامة والحوكمة الرشيدة».
وأضاف: «من خلال تعزيز المعرفة المالية وممارسات الاستثمار المسؤول، فأننا نهدف إلى تزويد المستثمرين بالأدوات اللازمة لاتخاذ قرارات استثمارية مسؤولة مبنية على عدة عوامل أساسية تمكن الشركات من جذب رؤوس الأموال المحلية والعالمية والنمو، بما يسهم في النمو الاقتصادي المستمر للكويت. أتقدم بالشكر لبورصة الكويت على مبادراتها في بناء مجتمع أكثر وعيا ماليا وتمكينا، وأتطلع إلى مزيد من التعاون في المستقبل».
التكنولوجيا الرقمية
وتعليقا على مشاركة جمعية المحللين الماليين المعتمدين، قالت رئيسة الجمعية أمينة أبو تلف: «تفخر جمعية المحللين الماليين المعتمدين في الكويت بالتعاون مع بورصة الكويت في مختلف المبادرات التي تهدف إلى تعزيز الثقافة المالية في الكويت. هدفنا المشترك هو تمكين الأفراد، من طلبة المدارس والجامعات إلى الموظفين والمدراء، من الاستثمار بثقة، وذلك من خلال مشاريع فعالة ومبتكرة لرفع مستوى الثقافة المالية. معا، نحن ملتزمون ببناء مستقبل مالي واع للكويت».
من جهته، قال الأستاذ المشارك بقسم التمويل في كلية العلوم الإدارية في جامعة الكويت د.فهد المضف: «لقد أزالت التكنولوجيا الرقمية الحواجز الجغرافية، مما سمح للجميع بالوصول إلى الخدمات المالية، ووسع نطاق الخدمات المالية، بالإضافة إلى تعزيز الشمول المالي وتقليل الفجوة الرقمية. كما يقدم التمويل الرقمي فرصا هائلة في عالم سريع التغير، ولكنه يتطلب مواكبة التطورات التكنولوجية والتنظيمية. أتقدم بخالص الشكر إلى بورصة الكويت على جهودها في تنظيم هذه المبادرة واستضافة الندوة، وأتطلع إلى المزيد من التعاون المثمر في المستقبل القريب».
وتعليقا على مشاركة «ساي نت»، قالت الرئيس التنفيذي للشركة مي العويش: «تعد المعلومات الائتمانية وخدمات التصنيف الائتماني من أهم المؤشرات لتحسين وتطوير النظم المالية والاقتصادية حول العالم، فهي تسهم في خلق أنظمة فعالة ذات قيمة مضافة لجمع وطلب وتحليل المعلومات الائتمانية، والتي بدورها تعمل على زيادة كفاءة عمليات التمويل ومنح التسهيلات الائتمانية بكل أشكالها وأنواعها، ولذلك يجب علينا زيادة الجهود التوعوية للمجتمع، وتزويد الأفراد بالمعرفة والمهارات اللازمة ليكونوا على دراية بجميع حقوقهم والتزاماتهم الائتمانية. أتقدم بجزيل الشكر إلى بورصة الكويت على هذه المبادرة المجتمعية، ونتطلع الى المزيد من التعاون في المستقبل».