تزامنا مع مرور عام على عملية «طوفان الأقصى» اليوم، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي عددا من المجازر الجديدة ضد العائلات الفلسطينية في المناطق الواقعة شمالي قطاع غزة ووسطه، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين وفقدان عائلات بكاملها تحت الأنقاض، فيما تظاهر عشرات آلاف الأشخاص في دول عدة، دعما لغزة ولبنان.
وذكرت السلطات الإعلامية في قطاع غزة في بيان صحافي أمس أن الاحتلال ارتكب «مجزرة بشعة» ضد مسجد يؤوي نازحين في (دير البلح) وسط القطاع، ما أدى إلى استشهاد وإصابة أكثر من 20 فلسطينيا تزامنا مع ارتكابه جرائم حرب في شمالي غزة استشهد على أثرها عشرات آخرون.
وأشار البيان إلى أن الاحتلال الإسرائيلي قصف 27 منزلا ومدرسة ومركزا للنزوح في مختلف محافظات قطاع غزة خلال 48 ساعة.
يأتي ذلك فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أمس أن قواته «طوقت» منطقة جباليا في شمال القطاع بعد تقييم يفيد بأن حركة حماس تعيد بناء قدراتها هناك بعد أشهر من القتال والغارات الجوية. وأعلن المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل لوكالة فرانس برس عن تنفيذ عدة غارات على جباليا، ما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا.
وأعلنت سلطات الدفاع المدني في القطاع في وقت سابق عن عدم قدرتها على التعامل مع العدد الكبير من المنازل السكنية التي استهدفها الاحتلال في شمالي القطاع وانتشال الضحايا منها بسبب خطورة الوصول إليها وعدم توفر المعدات الثقيلة اللازمة لديها.
وأفاد الجيش في بيان «استكملت الفرق القتالية للواءي 401 و460 تطويق القطاع وتواصل العمليات في المنطقة». وأضاف: «قبل العملية وأثناءها، ضرب سلاح الجو الإسرائيلي عشرات الأهداف العسكرية من أجل مساعدة القوات البرية». وأعلن الجيش الإسرائيلي أمس نشر المزيد من القوات حول قطاع غزة. وقال في بيان عسكري: «تم تعزيز فرقة غزة بعدة فصائل، مع وجود قوات متمركزة للدفاع عن كل من البلدات والمنطقة الحدودية».
من جهة أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان منفصل أنه يعمل على «توسيع المنطقة الإنسانية في المواصي على طول الساحل في جنوب غزة»، داعيا السكان في شمال القطاع إلى الإخلاء.
من جهة أخرى، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بسقوط قتيلة وإصابة عدة أشخاص في عملية إطلاق نار في المحطة المركزية في بئر السبع. وأكدت هيئة البث الإسرائيلية مقتل إسرائيلية وإصابة 10 آخرين بعملية إطلاق النار في بئر السبع. وكانت أشارت قبل ذلك إلى أن الهجوم في محطة بئر السبع هو عبارة عن عملية طعن، وأنه تم «تحييد منفذها».
ونقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» عن المتحدث باسم الإسعاف الإسرائيلي تأكيده أنه تم إخلاء 8 مصابين في الهجوم ببئر السبع إلى مستشفى سوروكا. وطلبت الشرطة الإسرائيلية من الجميع الابتعاد عن المحطة المركزية في بئر السبع. بدورها، أكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي إصابة عدة أشخاص في العملية، وتحييد المنفذ.
ولاحقا أفادت الإذاعة الإسرائيلية بأن منفذ العملية من سكان النقب ويحمل الجنسية الإسرائيلية.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أمس مقتل 41870 منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية قبل عام.
هذا، وتظاهر عشرات آلاف الأشخاص في دول عدة، منها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، دعما لغزة ولبنان، وفي واشنطن، حاول رجل قدم نفسه على أنه صحافي، إحراق نفسه، خلال تظاهرة أمام البيت الأبيض شارك فيها أكثر من ألف شخص رافعين الأعلام الفلسطينية واللبنانية. وطالب العديد منهم بوقف المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل، الحليفة الاستراتيجية للولايات المتحدة.
وفي سيدني، تظاهر المئات أمس في هايد بارك، حاملين أعلاما فلسطينية ولبنانية. وكتب على إحدى اللافتات «أوقفوا تسليح إسرائيل». وسار آلاف المتظاهرين إلى وسط لندن بمشاركة شخصيات سياسية، بينها الزعيم السابق لحزب العمال جيريمي كوربن ورئيس الحكومة الاسكتلندية السابق حمزة يوسف. وهتف المشاركون «أوقفوا القصف» و«فلسطين حرة حرة» و«أوقفوا قصف المستشفيات». وهتف متظاهرون في العاصمة الإيرلندية دبلن بـ «الحرية والعدالة للفلسطينيين» بحسب فرانس برس.
وفي فرنسا، تظاهر مئات الأشخاص في باريس ومدن كبرى مثل ليون وتولوز وستراسبورغ للتعبير عن «تضامنهم مع الفلسطينيين واللبنانيين»، وفق فرانس برس.
وفي مدينة بازل السويسرية، تجمع آلاف الأشخاص في حديقة بالقرب من محطة القطارات للمشاركة في تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين دعا إليها الاتحاد السويسري الفلسطيني ومنظمات أخرى.