شهد العمل الخيري الكويتي خلال الأعوام الماضية قفزة في عدد المشاريع المنفذة داخل الكويت وخارجها، وتطورا كبيرا في جودة تنفيذ هذه المشاريع، ولعل من أسباب هذا الأمر التنافس المحمود بين المؤسسات الخيرية في تقديم أفضل ما لديها.
ولقد منحت وزارة الشؤون الاجتماعية عددا من الجمعيات الجديدة والمبرات الخيرية تصاريح إشهار، لمزاولة نشاطها الخيري، وهذا ولا شك مما يثلج الصدور، ويدعو للتفاؤل، فوزارة الشؤون الاجتماعية هي الجهة المنظمة والقائدة للعمل الخيري، والتي تحرص على توسع هذا العمل المبارك وتعدد مجالاته وتنوعها، والذي بدوره يخدم ملايين المستفيدين داخل الكويت وحول العالم.
إن هذا الإجراء يعطي ضمانات أكيدة لتقديم المنتج الخيري المميز، القادر على تلبية احتياجات قطاع الأعمال الخيري الكويتي وفق سياسات ولوائح وزارة الشؤون، والأكثر من هذا فتح الباب أمام تدفق المشاريع، التي تسد حاجة الملايين، وتحيطهم بسياج إنساني منيع، وهذا جوهر التكافل الاجتماعي الذي حث عليه الإسلام، وجرت عليه المواثيق الدولية.
لعل العالم فيما يعيشه من أوضاع إنسانية متردية، تتسع رقعتها يوما بعد يوم، وما تخلفه من ملايين البؤساء، كفيل لأن يتهدد الإنسانية، ويودي في الأخير بحياة الآلاف، ومثلهم ينتظرون في طوابير الموت البطيء من الجوع والعطش والمرض والإهمال، يتبدد كل هذا تدريجيا مع مضاعفة جهود المؤسسات الخيرية، التي تندفع عن عقيدة قوامها تخفيف آلام الفقراء وتأمين فرص نجاتهم.
وما أحسبني في حاجة للحديث عما يعنيه تعدد مصادر الخير وتنوعها، وما تدعو إليه من إطلاق يد المعروف، ومن التنافس المحمود بين الهيئات وإعطائها الفرصة لتؤدي حقها تجاه مجتمعها الإنساني الكبير، وتبرز كذلك بصمات وطنها الكويت وشعبها في المحافل الدولية، وتأكيد جدارتها بهذا الاحتفاء العالمي قيادة وشعبا وحكومة.
إن ما نأمله - بحق - هو أن يحالف التوفيق الجميع، وأن تصبح إسهاماتهم لبنة فاعلة، وإضافة لرصيد الكويت الإنساني، ويكفل المحرومين حول العالم، ويعينهم على متاعب الحياة.
ولا أبالغ حين أقول إن قلوب المحسنين من أهل الكويت، تتسع لجميع الهيئات الخيرية عطفا وكرما، وللفقراء برا ورعاية، فتلك عادة أصيلة جبلوا عليها، كما لا أقلل من تعلق قلوب الملايين وثقتهم بهذه المؤسسات، وما يأملون فيها من الخير، وما يدينون به من الفضل لهذا البلد المعطاء، ولابد أن يضع الأخوة في هذه الكيانات نصب أعينهم أن مساعدة المحتاجين بالداخل والخارج ليست رفاهية، بقدر ما هي وفاء برسالة الكويت الإنسانية، وامتثالا لمبادئها، وخدمة للإنسانية.
مع تمنياتي القلبية للجميع بالتوفيق والسداد.