وسط الاقتصاد المتراجع للمنطقة والأزمة الاقتصادية التي تضرب اقتصاد مصر وكل الدول المحيطة.. نجد «المحروسة» تفاجئنا بافتتاح مجموعة مشروعات «عملاقة» بكل معنى الكلمة، «درة عقدها» محطة قطارات الصعيد الحديثة في منطقة «بشتيل» بالجيزة ضمن عدة مشروعات كبرى في مجال الطرق والكباري، حيث تشهد مصر طفرة حقيقية في قطاع النقل عموماً، والبنية الأساسية له على وجه الخصوص.
.. ولكن.. وآه من لكن هذه، التي سأعود إليها في نهاية المقال..
من شاهد محطة القطارات الجديدة لاحظ الجهد المبذول في تصميمها وتنفيذها على الطراز الفرعوني لتشبه معابد مصر القديمة، في تعبير عن التمسك بالجذور وبعث روح الأصالة إلى جانب الموقع الذي يتوسط 3 محاور جديدة: 26 يوليو - كمال عامر - أحمد عرابي، ومونوريل 6 أكتوبر الجديد، ومحطة مترو الأنفاق.
ولتأكيد مزج الحضارة بـ«التحضر» حرص المصمم على وضع مسارات خاصة بذوي الهمم وأصحاب الاحتياجات الخاصة على جميع المداخل والأرصفة.
أما المول التجاري العملاق فيشغل 90% تقريباً من مساحة المحطة في الأدوار العلوية، وكل ذلك على مساحة 57 فداناً، حوالي 239 ألف متر مربع، تستوعب 250 ألف راكب يومياً.. ويقف وسط هذا المبنى الرائع هرم زجاجي شامخ بارتفاع 42 متراً بداخله 4 مسلات، يذكرنا بالهرم الذي يحتل مدخل متحف اللوڤر الشهير في باريس.
ولم تكن المفاجأة في المحطة ذاتها وحسب، بل أيضاً في الحرص على تجميل كل ما حولها من مبانٍ كانت للأسف «مثالاً صارخاً» للعشوائية والقبح، فتم «تجميلها بقدر الإمكان»! لتتناغم - على الأقل - مع ألوان المحطة.
أضف إلى المحطة أيضاً افتتاح العديد من الطرق، التي أحبذ تسميتها «ممرات التنمية» الجديدة، والتي تفاجئنا بها الحكومة الحالية دائماً.
أعود إلى.. ولكن.. وآه من لكن هذه، ولكن هذه المرة جاءت في اليوم التالي لافتتاح مشروعات البنية الأساسية والطرق العملاقة في هيئة «حادث مأساوي جديد من حوادث تصادم القطارات، حيث اصطدم جرار بقطار عربات النوم القادم من أسوان، ورغم عدم انتهاء التحقيقات، إلا أن «أكثر الظن» يعود إلى مسؤولية «العنصر البشري» كالعادة في مثل هذه الحوادث التي تفطر القلب على ضحاياها.. وتكسر الخاطر على «كفاءة وضمير» جزء كبير من «العناصر البشرية» التي لا ترقى لمستوى طموح أحد..
ولهذا الحديث بقية.. إن كان في العمر بقية.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.