بيروت - ناجي شربل
وأحمد عزالدين
شهدت بداية الأسبوع في لبنان حركة في المؤسسات الرسمية والخاصة، وفتحت غالبية المدارس أبوابها لحضور التلامذة في العاصمة بيروت والجوار، عدا الضاحية الجنوبية ومناطق محيطة بها، بعيدا عن دوي القنابل والغارات التي تشنها الطائرات الإسرائيلية بشكل كثيف منذ 23 سبتمبر الماضي، وعلى عدة مواقع.
في حين استمرت وتيرة المواجهات الميدانية في جبهة الجنوب، مترافقة بقصف كثيف تدميري لبلدات وقرى المواجهة الحدودية ومناطق أخرى خلفية. وشملت الغارات الإسرائيلية منطقة ايطو في زغرتا على طريق إهدن شمال لبنان. وأحصى الصليب الأحمر «18 شهيدا وأربعة جرحى» على الاقل، جراء الغارة التي طالت وفق الوكالة الوطنية للإعلام «شقة سكنية في بلدة ايطو» الواقعة في قضاء زغرتا ذات الغالبية المسيحية.
سياسيا، انتقل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى العاصمة الأردنية عمان، حيث استقبله الملك عبدالله الثاني.
وأكد ملك الأردن الملك عبدالله الثاني، وقوف بلاده المطلق إلى جانب لبنان وشعبه، ودعم سيادته وأمنه واستقراره.
وشدد خلال لقائه ميقاتي بحضور الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، وفق وكالة الأنباء الاردنية «بترا»، على استعداد المملكة لتقديم المساعدات للبنانيين، للتخفيف من معاناتهم جراء الحرب الدائرة.
وبين الملك عبدالله، أن الأردن يبذل أقصى الجهود بالتنسيق مع الأشقاء العرب والدول الفاعلة لوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان.
وحذر العاهل الأردني من استمرار وتوسع العدوان الإسرائيلي على لبنان، الذي سيدفع المنطقة إلى حرب إقليمية ستكون كلفتها كبيرة على الجميع.
بدوره، أعرب ميقاتي عن تقديره للملك عبدالله على وقوف الأردن إلى جانب لبنان في كل المراحل، ولاسيما الجهود التي يبذلها لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان وشعبه.
وثمن ميقاتي الدعم الذي تقدمه المملكة عبر الجسر الجوي بين عمان وبيروت لإغاثة النازحين جراء الحرب الإسرائيلية على لبنان.
وسبق اللقاء مع الملك الأردني اجتماع ميقاتي برئيس الوزراء الأردني د.جعفر حسان في حضور نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي.
وأكد حسان وقوف الأردن «وبتوجيهات من الملك، إلى جانب لبنان الشقيق ودعم أمنه وسيادته واستقراره، ورفض العدوان الإسرائيلي الغاشم عليه، والتأكيد على ضرورة الالتزام بقرار مجلس الأمن الرقم 1701».
توازيا، شهدت الساحة الداخلية تحركات ذات طابع سياسي. واستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، في زيارة متكررة للأخير، مضمونها كيفية وقف الحرب الإسرائيلية الحالية وحماية الداخل اللبناني وإنجاز الاستحقاق الرئاسي. وبدا التفاهم كبيرا إلى حدود التطابق في المواقف بين بري وباسيل.
كذلك تلقى بري اتصالا من رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن جاسم آل ثاني.
وكان مقربون من الرئيس بري نقلوا عنه قوله في مجالس خاصة عن نتائج محادثات اتصالاته بالقوى الدولية حول الوضع في الجنوب: «نحدثهم عن وقف إطلاق النار، ويردون بالكلام عن انتخاب رئيس للجمهورية».
وأبدى مسؤول سياسي رفيع اضطلع بمهمات في كل العهود الرئاسية منذ 1982، خشيته «من اهتزاز الاتفاق بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي قضى بوقف القصف الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية والعاصمة بيروت، واكتفاء الجانب الإسرائيلي بتنفيذ عمليات اغتيال نوعية في حال توافرت له معلومات عن أماكن وجود مسؤولين في حزب الله. إلا ان الثابت في المعادلة تحييد مطار بيروت الدولي عن الاستهداف، في مقابل استمرار الحظر على الطيران الإيراني».
وعن زيارة الرئيس ميقاتي إلى الأردن، قال المسؤول السياسي: «يسعى الرئيس ميقاتي إلى تبيان إمكانية تخفيف الاندفاعة الإسرائيلية الدموية، والتشديد على ضرورة حماية مطار بيروت والمرفأ وبقية المرافق الحيوية. كما يتطلع ميقاتي في اتصالاته المكثفة إلى محاولة تمرير الاستحقاق الرئاسي بعيدا من ربطه بوضع الحرب الإسرائيلية على الأرض. وهو لاحظ انفتاحا أردنيا كبيرا على قائد الجيش العماد جوزف عون، علما ان الأردن أرسل المساعدات مباشرة إلى الجيش».
كما رأى المسؤول السياسي الرفيع «ان رئيس مجلس النواب نبيه بري يحاول الإمساك بالخط المعتدل في قيادة حزب الله، والمتمثل حاليا بالشيخ نعيم قاسم ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد وعدد من نواب الحزب، مع إدراكه أن الحضور الإيراني سيكون أكثر فاعلية بعد غياب حسن نصرالله، الذي كان يضع حدودا للتدخل الإيراني في شؤون الحزب الداخلية اللبنانية». وتوقع المسؤول السياسي «ان تؤول الأمور في قيادة الحزب إلى الرئيس السابق لكتلة الوفاء ابراهيم الأمين السيد والمقبول من تيارين في الحزب حاليا، تيار مدرسة النجف التي درس فيها نصرالله، وتيار مدرسة قم الإيرانية المتشددة».
وأقر المسؤول السياسي الرفيع «بانتقال القيادة كليا في حزب الله في الوقت الحالي إلى اليد الإيرانية».
في مجال آخر، تحدث مصدر متابع لـ «الأنباء» عن «تلقي مسؤولين لبنانيين نصائح من مسؤولين غربيين بضرورة تخلي لبنان عن تجاهله للتحذيرات الدولية، والمبادرة إلى تقديم تنازلات، تحت شعار ان ما كان مطروحا العام الماضي أثناء حرب إسناد غزة هو وقف إطلاق النار من لبنان الذي يضمن عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الثامن من أكتوبر 2023، لم يعد مطروحا اليوم، وان الاستمرار بالرفض ليس في مصلحة لبنان».