منذ السابع من أكتوبر ولمدة عام، بدأ الدمار والقتل والتهجير، ولم ينته حتى الآن، بل امتد من غزة إلى كل المدن الفلسطينية، وعبر إلى لبنان، لقد عاث الظالمون في الأرض فسادا، فانتهكت الحرمات وقتلت الأنفس ظلما وعدوانا.
وبــعـد مرور عام كــامل على هذا العدوان الظالم اكتمل المشهد وظهرت الصورة حتى يرى العالم بــأكمله مــا حصل بلا رتوش ولا ريــاء، حيث سقطت مفاهيم حقوق الإنسان واختفت العدالة الاجتماعية، وضاعت حرية الصحافة، وانتهكت حقوق الأقليات والشعوب، وظهرت المجاعة والقهر والقتل والتجويع، والقائمة تطول.
إن الذي يحدث في غزة ولبنان من إبادة وتجويع واعتداء على الأنفس والممتلكات أكثر بكثير من الوصف، حيث مشاهد القتل والدمار تتكرر في كل يوم يراها العالم مباشرة بصورة عالية الجودة وبصمت رهيب لم يسبق له مثيل وفي سلوك إجرامي واضح يدعو إلى التطهير العرقي عبر اكثر الطرق بشاعة ووحشية. وهذه الاعتداءات تندرج تحت مسمى «الحرب القذرة» وهي أبشع أنواع الحروب، وفيها ترتكب المجازر ضد المدنيين العزل ويتم استعمال أقسى أنواع الأسلحة المحرمة دوليا.
بعد مرور عام من الصبر سيأتي النصر، وما بعد الصبر إلا الجبر، فالويل لمن قتل ومن أعانه على ذلك وسكت، والويل لمن رضي لفعله وشمت، اللهم إنا نبرأ إليك من هذا التخاذل والعجز المقيت، وأنت حسبنا ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بك.
ولقد أبدع الإمام الشافعي حين قال:
وتضيق دنيانا فنحسب أننا
سنموت يأسا أو نموت نحيبا
وإذا بلطف الله يهطل فجأة
يربي من اليبس الفتات قلوبا
قل للذي ملأ التشاؤم قلبه
ومضى يضيق حولنا الآفاق
سر السعادة حسن ظنك بالذي
خلق الحياة وقسم الأرزاق
bnder22@
[email protected]