أصدرت شركة آراء للبحوث والاستشارات التسويقية مؤشرها لثقة المستهلك في الكويت لشهر سبتمبر 2024، بالتعاون مع «الأنباء» وبرعاية شركة لكزس، حيث سجل مؤشر آراء العام 116 نقطة في نهاية سبتمبر بارتفاع 4 نقاط عن إغلاق أغسطس، ليعزز من مستوياته المرتفعة.
وقد حقق المؤشر ارتفاعات لدى الكويتيين ولدى المقيمين على السواء، ويأتي هذا الارتفاع نتيجة تحسن في مستويات الثقة في معظم المؤشرات الثانوية المكونة للمؤشر فيما عدا مؤشر شراء المنتجات المعمرة، والذي سجل انخفاضا.
وقد تم إجراء البحث لهذا الشهر، قبل الهجمة الصاروخية الإيرانية على الكيان المحتل، ويبقى ان نرى تداعيات الصراعات والمخاطر المحدقة في المنطقة ومدى تأثيرها على ثقة المستهلك، غير أن استمرار التحسن في ثقة المستهلك على مدى أشهر السنة لا يأتي من فراغ، بل يرى محللو شركة آراء ان عدة عناصر تزيد من ثقة المواطنين والمقيمين من ضمن السياسة الاقتصادية والاستراتيجية التي بدأت مفاعيلها، ومنها:
1- إعادة تفعيل خطط هيكلة القطاع النفطي عبر إلغاء بعض الإدارات ودمج شركات مع بعضها وإنشاء أطر حديثة تلبي حاجات الاستراتيجية لهذا القطاع، ما يزيد من فاعلية تطوير القطاع النفطي ومشتقاته، مع العمل على تأمين الرساميل الضرورية لذلك.
2- ارتفاع حجم الناتج المحلي غير النفطي في الربع الأول من السنة إلى أعلى مستوياته منذ 5 سنوات ليصل إلى 7 مليارات دينار. وبالرغم من انخفاض الناتج المحلي النفطي بنحو 9% في الفترة ذاتها، فإن تأثير الاقتصاد غير النفطي على المستهلك أسرع من مفاعيل الناتج المحلي النفطي التي تظهر آثاره مع الوقت، والمعروف عنه تأرجحه بفعل تبدل أسعار النفط العالمية.
3- ثبتت وكالة فيتش تصنيفها الائتماني للكويت عند AA- مع نظرة مستقبلية مستقرة، لافتة إلى القوة الاستثنائية لأوضاع الكويت المالية وقوة الميزان الخارجي للبلاد.
4- العمل على توسيع العلاقات الاقتصادية بخاصة الصناعية مع بعض الدول مثل كوريا الجنوبية.
صعود مؤشر الوضع الاقتصادي الحالي
سجل مؤشر آراء للوضع الاقتصادي الحالي 111 نقطة رافعا رصيده الشهري 5 نقاط، معوضا جزءا من النقاط التي فقدها في شهر أغسطس. يأتي هذا التحسن بالرغم من تراجع مستوى التداول في القطاع العقاري، إذ أشارت بيانات وزارة العدل - إدارة التسجيل العقاري والتوثيق إلى انخفاض في سيولة السوق العقاري خلال شهر أغسطس 2024 مقارنة بشهر يوليو 2024 بنسبة 11.9% حيث بلغت تداولات أغسطس 259.2 مليون دينار.
علما أن القطاع العقاري يؤثر على جملة من القطاعات الأخرى.
قفزة غير مسبوقة لمؤشر الدخل الفردي الحالي
بعد طول انتظار، لحق مؤشر الدخل الفردي الحالي بالمؤشرات الأخرى التي أظهرت اتجاها تصاعديا مع بداية العام، فقفز مؤشر الدخل 15 نقطة في شهر سبتمبر ليسجل 109 نقاط وهو مستوى مرتفع لم يصله منذ سنتين أي في سبتمبر 2022.. وهذا الواقع يطرح تساؤلا حول العوامل التي أسهمت برفع ثقة بالدخل الفردي الحالي، وهي:
1- أقرت الحكومة سياسة استراتيجية للمالية بما في ذلك كيفية مقاربة مسألة الفائدة بما يحمي القدرة الشرائية للدينار الكويتي ولو نسبيا أحيانا.
2- ارتفاع المستوى الائتماني المصرفي بما يضمن السيولة الضرورية للمستويين الإنمائي والاستهلاكي.
في هذا السياق بلغ متوسط المعاش التقاعدي للمواطنين 1355 دينارا شهريا في نهاية شهر مارس وبارتفاع 4% عن مستواه في السنة الماضية، علما ان عدد المتقاعدين والمتقاعدات بلغ 174.5 ألف وبزيادة نحو 10 آلاف خلال سنة.
ارتفاع فرص العمل المتوافرة
سجل مؤشر فرص العمل المتوافرة في السوق حاليا 154 نقطة معززا رصيده الشهري 5 نقاط، وهو مستوى مرتفع لم يصل إلى مستوى أعلى منه منذ أكتوبر 2022. وفي تحليل النتائج، يظهر اختلاف في النتائج بين المواطنين والمقيمين، إذ ارتفع مؤشر فرص العمل 10 نقاط بين الكويتيين ليصل إلى 153 نقطة فيما حافظ على مستوياته الشهرية لدى المقيمين العرب مسجلا 172 نقطة، ويعكس الطلب على القوى العاملة نموا في الحركة الاقتصادية، كما أنه من جهة أخرى يعزز حركة الأسواق الاستهلاكية.
استقرار المؤشرات المستقبلية
استقر مؤشر آراء للوضع الاقتصادي المتوقع وكذلك مؤشر آراء للدخل الفردي المتوقع عند مستوياتهما الشهرية السابقة.
حافظ مؤشر الوضع الاقتصادي المتوقع على مستواه من دون تغيير مسجلا 117 نقطة في نهاية شهر سبتمبر. تجدر الإشارة إلى ارتفاع هذا المؤشر لدى الكويتيين بـ 10 نقاط بينما انخفض لدى المقيمين بـ 7 نقاط.
كذلك حافظ مؤشر الدخل الفردي المتوقع على 110 نقاط، مستقرا عند مستواه بشهر أغسطس الماضي. وفي اتجاه شبيه، ارتفع هذا المؤشر لدى الكويتيين بـ 4 نقاط فيما انخفض لدى المقيمين العرب بـ 3 نقاط.
ويعتبر محللو شركة آراء أن التعاكس في اتجاهات الثقة بين المواطنين والمقيمين يعود إلى ان المقيمين أكثر عرضة وتأثرا للمخاطر المستقبلية المحتملة مع توسع رقعة الصراع العسكري الإقليمي، وخطورة ان تشمل الدول التي تنتمي لها أغلبية الجاليات العربية المقيمة في الكويت.
تراجع مستوى شراء المنتجات المعمرة
انفرد مؤشر آراء لشراء المنتجات المعمرة بالانخفاض بين المؤشرات الستة المؤسسة للمؤشر العام، مسجلا 120 نقطة في نهاية سبتمبر وبخسارة 4 نقاط من رصيده الشهري السابق. الانخفاض أتى مدفوعا بهبوط المؤشر لدى الكويتيين، حيث خسر 7 نقاط في شهر سبتمبر ليسجل 126 نقطة، فيما ارتفع نقطة واحدة لدى المقيمين العرب ليسجل 112 نقطة.
ان شهر سبتمبر يتزامن مع بداية العام الدراسي وانتهاء العطل الصيفية وما تحمله من مصاريف إضافية، وبالتالي تكون اهتمامات المستهلك منسكبة على أمور حياتية مباشرة مرتبطة بهذا الشهر، لهذا لا يعتبر محللو شركة آراء ان هذا الانخفاض سيؤدي إلى انكماش مستقبلي وبخاصة مع التوجه الى استكمال تخفيض أسعار الفائدة.