الناس لاشك انهم يختلفون في طباعهم وتصرفاتهم وطرق تعاملهم تجاه الأمور العادية والطارئة، فتجد هناك من يأخذ الأشياء على محمل الجد من الوهلة الأولى، وآخرين تجدهم يتأنون ويفكرون قبل اتخاذ القرار فاليوم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي الذي يعرض فيها الغث والسمين يخرج علينا ملايين البشر يتحدثون في كافة المواضيع الصحية والتعليمية والدينية والاقتصادية وكل منهم يدعي الفهم والدقة في طرح المعلومة ويحاول اقناع الناس بكافة الطرق، ونجد أحيانا أن معظم المتحدثين ليسوا من أصحاب الاختصاص فيما يتحدثون عنه، وفي اغلب الأحيان يكون ناقلا للمعلومة او سامعا بها بالصدفة، وهذا ما ادى إلى «اختلاط الحابل بالنابل» فطبيب الاسنان يتحدث عن العظام، والمعلم يتحدث عن «الريجيم» وعمليات التكميم، وآخرين غير مختصين او حتى غير متعلمين يتحدثون بالتاريخ وفي علم النفس والخ وهذا الامر يصبح خطيرا جدا اذا تعامل معه الناس بجدية وطبقوا ما سمعوه أو شاهدوه، خصوصا ما يتعلق بالصحة والامراض المختلفة، فهل من المعقول ان يخرج على الناس شخص مجهول يطالب الناس بعدم استعمال ادوية الضغط والسكر وان يستخدوا بدلا عنها العشبة الفلانية التي تباع عند العطارين او العسل الأسود او الأبيض وغيرها من الخزعبلات والوصفات التي ان نجحت مع شخص فقد تفشل مع المئات.
وهل يصدق العقل او المنطق جميع تلك المقاطع المتكررة التي باتت تملأ المواقع الإلكترونية المختلفة والتي دمرت عقول وصحة الناس البسطاء والسذج، فربما أن البعض منهم غير قادر على شراء الادوية فيذهبون إلى ماهو في المتناول من تلك الوصفات.
ونحن اليوم نعيش في عالم مختلف ومتغير ومتسارع، وفي المقابل هناك أناس من المتربصين والمخربين الذين يحاولون استغلال الناس في كل الوسائل من اجل الحصول على مآربهم سواء كانت مالية او تخريبية او غيرها، فالحذر ضروري، والحرص واجب من الاهل على الكبار والصغار.
نعم.. احترسوا ولا تنجرفوا وراء كل شيء.
[email protected]