المسألة التربوية والتعليمية في أي بلد لها أهمية كبيرة، بل إنها من الأولويات التي يتحدد من خلالها المستقبل، وهذا الأمر أرى أنه متوافر في بلدنا الكويت، حيث إن منظومة التعليم تتجه إلى التطوير سواء على مستوى التعليم العام أو الخاص، مع وجود بعض النواقص التي سنتحدث عنها لاحقا.
فمع دخول الموسم الدراسي في المدارس والجامعات والمعاهد - بل إن بعض المراحل التعليمية بدأ في تنظيم الاختبارات القصيرة - نجد أن هناك اهتماما من المدارس وأولياء الأمور من أجل التحصيل العلمي للأبناء والبنات، وإعدادهم لقيادة سفينة الوطن، فصغار اليوم هم كبار الغد، الذين سيعتمد عليهم الوطن في التطوير والتقدم.
لذا فمن الضروري تكثيف الوعي لدى أبنائنا وبناتنا، فيما يخص حب الوطن، والعمل من أجل مستقبل مزدهر وجميل له.
وتكثيف الوعي لا يأتي فقط من خلال الأناشيد الوطنية، والشعارات التي تذكر أمام الطلبة والتلاميذ، بل إن هناك دورا مهما وضروريا داخل وخارج المدرسة يجب أن ينفذ كي نضمن أن أبناءنا قد تمكنوا من المضي في طريق الوطن ووحدته ومصالحه.
وكما أسلفنا فإن منظومة التعليم في الكويت متطورة، وهناك اجتهاد من أهل الاختصاص في نهضتها بمختلف مراحل التعليم، سواء في المدرسة أو الجامعة، إلا أن هناك نواقص أو فلنقل فراغا يجب أن نملأه من أجل أن يسير قطار التعليم على الطريق الصحيح الذي نتمناه.
ومن أول هذه النواقص الاعتماد على التلقين والحفظ.. فلا تزال مدارسنا تعتمد على هذا النمط في التعليم، وكأن ذهن الطفل عبارة عن وعاء نصب فيه المعلومات، وعدم الأخذ بالأساليب العلمية الحديثة التي تعتمد على الفهم، وترك المجال للتلميذ أو الطالب في البحث عن المعلومة، ومن ثم فإن تقدير درجة التلميذ أو الطالب يكون على أساس الفهم وليس الحفظ.
كما أن الواجبات التي تعطى للتلاميذ صغار السن غير مجدية، وفي أغلب الأحيان من يتصدى لحلها وإنجازها هم أولياء الأمور، أو تأجير من يقوم بتلك المهمة.
كما أتمنى تخفيف المناهج التعليمية خصوصا في مراحل الروضة والابتدائية، مع التركيز على الحوارات الخفيفة، وصقل المهارات، والاعتماد على النفس في الوصول إلى المعلومة.
كما لابد من الاهتمام بالمعلم، فذلك سيرفع من الكفاءة التعليمية، فإن وجد المعلم الراحة المادية والمعنوية، سيجتهد ويعطي ما لديه، وهذا الأمر سيشجع المواطنين على الدخول في سلك التدريس، لأن المعلم الوطني هو القادر على أن يعطي بإخلاص، فهو ابن الوطن، مع تقديرنا للمعلمين والتربويين من الإخوة العرب، الذين لا ننكر فضلهم في هذا المجال.
اللهم احفظ الكويت وأميرها وولي عهده الأمين، وأهلها وكل من يقيم على أرضها الطيبة من كل مكروه.