يظن البعض أن الحرب الحالية لم تكن لولا عملية «طوفان الأقصى»، وتدخل المقاومة الإسلامية من لبنان، او يظن ان الوحشية التي يمارسها نتنياهو هي حالة طارئة تمثل حكومته الحالية فقط! ولكن نظرة سريعة للحكومات الاسرائيلية منذ قيامها 1948، تؤكد ان التوسع عبر الارهاب والعنف والوحشية واغتيال القادة، هي عقيدة إسرائيلية راسخة، ولابد من مقاومتها بقوة، واليكم تقرير مختصر جدا لهؤلاء الطغاة:
1 ـ ديفيد بن غوريون (1886 ـ 1973): هجر 57% من الفلسطينيين قسرا، ودمر لهم 500 بلدة وقرية بشكل كامل، وقاد مذبحة راح ضحيتها 250 أكثرهم من النساء والأطفال وتم تفجير المنازل، وقاد مذبحة كفر قاسم 1956 قتل خلالها 49 قرويا عائدين من حقولهم.
2 ـ موشي شاريت (1894 ـ 1965): شارك في حرب «العدوان الثلاثي» على مصر (1956)، وقام الجيش الإسرائيلي بارتكاب سلسلة عمليات قتل راح ضحيتها عشرات الفلسطينيين والعرب الأبرياء، منهم نساء وأطفال وفتية، وذلك فيما عرف في حينه بـ «عمليات الثأر» أو «الانتقام»، ومنها مذبحة «عين جدي» داخل حدود الأراضي الخاضعة لأردن، التي قادها وأشرف عليها كبار قادة الجيش الإسرائيلي وضباطه، وفي مقدمهم، موشيه دايان وأريئيل شارون.
3 ـ ليفي إشكول (1895 ـ 1969): عمل على تأسيس وإنشاء 371 مستوطنة لاستيعاب الهجرة الجماعية في فترة الخمسينيات، وقاد إسرائيل في حرب يونيو 1967 التي احتلت فيها الجولان وشبه جزيرة سيناء والضفة الغربية وغزة، إضافة إلى القدس الشرقية. وتم إحراق الجناح الشرقي بالكامل لمسجد الأقصى ومحراب صلاح الدين 1969.
4 ـ غولدا مائير (1898 ـ 1978): شنت هجوما بالطائرات على مدرسة بحر البقر للأطفال تحت سن 10 سنوات بمحافظة الشرقية المصرية، وقادت حملة اغتيالات للقادة الفلسطينيين مثل وائل زعيتر، ومحمود الهمشري، وحسين أبوالخير.
5 ـ مناحيم بيجن (1913 ـ 1992): كون منظمة عسكرية صهيونية (أرغون) التي قادت مذبحة دير ياسين يوم 17 سبتمبر 1948 التي راح ضحيتها أكثر من 360 فلسطينيا، ووجه مقاتلاته إلى العراق عام 1981 بهدف ضرب المفاعل النووي العراقي. وفي عام 1982، انطلقت القوات الإسرائيلية شمالا داخل الأراضي اللبنانية لضرب المقاومة الفلسطينية في لبنان، وأسال فيها بحورا من الدماء. واحتل لبنان، واجتاح عاصمته ودمرها! وارتكب مجزرة صبرا وشاتيلا في لبنان بالتعاون مع حزب الكتائب اللبناني، وتعد من أبشع المذابح في تاريخ البشرية، راح ضحيتها حوالى 4000 شهيد من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل من السلاح.
6 ـ إسحاق شامير (1915 ـ 2012): قاد تفجير السيارات المفخخة، فكانت أشلاء النساء والأطفال متناثرة في أسواق المدن الفلسطينية، وهو زعيم العصابة الإرهابية «شتيرن» للقتل في الأقطار العربية وخارجها، ومنها قتل مبعوث الأمم المتحدة ومساعده في أحد شوارع القدس، لأنه أصر على تطبيق قرار الأمم المتحدة 194 القاضي بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، وفي عهده تدفق الجيش الإسرائيلي إلى المسجد الأقصى وأطلق النيران على المصلين، مما أدى إلى استشهاد وإصابة حوالي 180 شخصا واعتقال أكثر من 270.
7 ـ إسحاق رابين (1922 ـ 1995): هو أحد مهندسي ومخططي ومنفذي عملية ترحيل الفلسطينيين إبان حرب 1967. ارتبط بحركة المزارعين المستوطنين، ووصل عددهم 1500 عضو. احتل شريطا حدوديا من لبنان لحماية أمن إسرائيل في المنطقة الشمالية بزعمهم، وخلال توليه وزارة الدفاع عمل على إخماد الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 بعنف! ولكنه فشل.
8 ـ شمعون بيريز (1923 ـ 2016): يعتبر شيمون بيريز أخطر إرهابي إسرائيلي في تاريخ الصراع العربي ـ الصهيوني. ارتكب جرائم إبادة ومجازر بحق الفلسطينيين خلال خدمته في حركة «الهاغانا» المتطرفة ومجازر خلال الفترة من 1948 الى 1952، وهو مهندس العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956. له دور بارز في جمع السلاح لدعم العصابات اليهودية، وقام بعملية «عناقيد الغضب» التي استهدفت لبنان عام 1996، واستهدف ملجأ الامم المتحدة في قنا اللبنانية مما أدى إلى مقتل مئات النساء والأطفال. وتضمنت العملية قصفا شاملا للقرى اللبنانية الجنوبية لكي تدفعهم نحو بيروت كوسيلة ضغط اسرائيلية على حزب الله.
متورط في مذبحة جنين ضد أهالي غزة خلال حرب 2008 وهو مهندس برنامج الأسلحة النووية في إسرائيل. وتوسع في إنشاء المستوطنات على حساب الشعب الفلسطينية. حتى أطلق عليه «مؤسس الاستيطان»! أيد على الدوام سياسة العقاب الجماعي والوحشية العسكرية، ففي يناير 2009، اعد عملية «الرصاص المسكوب» ضد سكان غزة، ولم تتورع القوات الاسرائيلية من قتل أطفال يلعبون على الشاطئ!
9 ـ إيهود باراك (1942ـ ..): شارك في قتل المناضلة العربية دلال المغربي، وقتل 13 من الإسرائيليين العرب على يد الشرطة الإسرائيلية، مما دعا أهالي الشهداء الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948 إلى تقديم إيهود باراك إلى المحكمة الدولية، ومكن آلافا من أفراد جيش لبنان الجنوبي العميل وعائلاتهم من الهروب إلى اسرائيل، وخلال عهده حدثت الانتفاضة الثانية، وقامت القوات الخاصة بقتل المتظاهرين وهدم مبان في مذابح رهيبة!
10 ـ أرئيل شارون (1926 ـ 2014): انخرط شارون في صفوف منظمة أو عصابات «الهاغانا» عام 1942 وكان عمره آنذاك 14 سنة. حملت معظم الحروب التي اندلعت بين العرب والإسرائيليين بصماته، بدءا من عام 1948 حتى عام 1982 ووصف بأنه مجرم حرب لدوره القيادي في الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان عام 1982، وهو مسؤول عن مذبحة صبرا وشاتيلا. وقبلها مذبحة قبية عام 1953 التي راح ضحيتها 170 من المدنيين الأردنيين، وقام بمجزرة بشعة في اللد عام 1948 وحصد خلالها أرواح 426 فلسطينيا بعد أن اعتقلهم داخل المساجد، كما قتل وعذب الأسرى المصريين بعد حرب 1967.
واستفزز مشاعر المسلمين باقتحام المسجد الأقصى سنة 2000 واندلاع انتفاضة الأقصى التي استمرت 4 سنوات تقريبا، وقد قتل 9000 فلسطيني. وقام بعمليات ارهابية ضد القيادات الفلسطينية ومنهم الشهيد الشيخ أحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسي.
11 ـ إيهود أولمرت (1945 ـ ..): نشأ أولمرت في عائلة يهودية عرفت بانتمائها للتيار المتشدد في الحركة الصهيونية، حيث كان والده عضو منظمة أتسل اليهودية اليمينية، وكان شقيقه يوسي أولمرت رئيس الوكالة اليهودية. أسس أولمرت مع أرئيل شارون حزب كاديما عام 2005، المنشق عن حزب اللكود.
خلال فترة رئاسته للحكومة شهدت الاضطرابات والحروب، فقد وقعت حرب لبنان 2006، شجع الاستيطان، ورفض الانسحاب من الأراضي المصرية والفلسطينية 1967، على اعتبار أنها جزء من أرض إسرائيل الكبرى، كما قام بعملية اغتيال عماد مغنية عام 2008.
12 ـ بنيامين نتنياهو (21 أكتوبر 1949 - ..): ترأس حزب الليكود ورئيس وزراء إسرائيل الحالي منذ 2022، وكان قد شغل ذات المنصب عدة مرات منذ 2009. فقد شقيقه الأكبر يوناتان عام 1976 في عملية اقتحام الطائرة الإسرائيلية المخطوفة في مدينة «عنتيبة» الاوغندية، وهو صديق شخصي لرونالد ترامب! وجرائمه البشعة ما زالت ماثلة امام العالم كما هي جرائم اسلافه!
هؤلاء المجرمون لا يأبهون بالنواميس الإنسانية ولا بالقوانين الدولية. فحق مقاومة هذه العقيدة الصهيونية التوسعية التي تهدد الآن الشرق الأوسط من المحيط إلى الخليج.
[email protected]