مما لا شك فيه القول بأن تأثير الحروب في العالم هو أسوأ أنواع التأثيرات من جميع النواحي، فلم يثبت لنا التاريخ يوما بحصول دولة على مكاسب جراء الحروب، سواء كانت منتصرة أو منهزمة، والتاريخ غني بمثل هذه الوقائع والتجارب.
وبناء عليه، فإننا متفقون على هذه البداية، لننتقل بعد ذلك إلى تأثيرات الحروب في العالم، وفي نظرة سريعة لآخر الحروب الحديثة نقول إن طرفي النزاع في الحرب الروسية - الأوكرانية خاسران، فمن ناحية الموقف الروسي من تلك الحرب نقول إن هناك تأثيرات عديدة لهذه الحرب، فقد أثرت الحرب على روسيا من الناحية الاقتصادية أقله، وساهمت في إحداث الكثير من الظروف الاقتصادية لروسيا، وتأثرت سلبا من عدة نواح أخرى ترتب عليها الجانب الاقتصادي، فهناك الحظر الأوروبي والغربي على العديد من المناطق في أوروبا والتي تأثرت بها العلاقات الاقتصادية في هذا الصدد.
وعلى الجانب الآخر من طرف أوكرانيا، نقول إنها أصبحت بؤرة حرب بامتياز، فهي لم تعد تتمتع بأدنى قدر من الأمان في ظل هذا النزاع،هذا من جانب. والأهم من ذلـك كله تأتي الخسائر المالية المتمــثلة في تخصــيص الميزانيات الباهظة لأغراض الحرب وتغطية نفقــاتها التــي تضغط على كاهل الاقتصاد في كلتا الدولتين.
وللتأكيد من جديد نقول إن الحقيقة التي يخرج بها جميع أطراف الحروب والنزاعات في العالم هو عدم وجود منتصر حقيقي في أي صراع، بل هناك خسائر على أكثر من صعيد ويصل تأثيراتها إلى سنوات وعقود طويلة.
ومن جانب آخر، هنا نجد أن هناك العديد من الدول اتخذت سياسة مهمة جدا في تجنب الحروب والنزاعات وتعد دول ضئيلة جدا. وفي هذا الصدد نجد أن تلك الدول بالمقابل حققت الكثير من الإيجابيات في موقعها على أكثر من صعيد، وحققت نتيجة تلك السياسة مكاسب جمة وغير محدودة على عكس الدول التي انجرت وراء الحروب والصراعات التي كان بالإمكان تجنبها بالعديد من الوسائل والطرق.
وبالتالي فإننا نجد أن تأثيرات وسلبيات الحروب مدمرة في جميع أوجهها، ومهما كانت الغاية منها، ومهما كانت النتيجة.
والله ولي التوفيق.
[email protected]