اتفقنا أو اختلفنا.. يبقى حال الشارع المصري لا يسر عدواً ولا حبيباً، ويجب أن يكون إصلاح الاختلالات الصارخة في الشارع على رأس قائمة أولويات الإصلاح، ذكرت بالأمس مثالين كلاهما مُرّ، الأول إزالة الأشغال من الأرصفة والميادين، وإعادة الرصيف لأصحابه الأصليين من «المشاة» المهدرة حقوقهم، والثاني «ردع» سائقي الحافلات والميكروباصات وفرض الرقابة المشددة عليهم.
ولكن، هل «القتلة العشوائيون» من سائقي مركبات النقل الجماعي هم فقط «وحوش السيرك»، أم أننا جميعاً تحولنا بإرادتنا أو رغماً عنا أو مسايرة لسلوك «القطيع» إلى سائقين بحاجة إلى علاج نفسي؟!
.. في مصر المحروسة فقط .. عندما تدخل بسيارتك في حارة الالتفاف (U-TURN) محاذياً للرصيف الأيسر، تفاجأ بطابور سيارات وأحيانا اثنين أو ثلاثة تسابقوا لدخول الحارة عن يمينك، حاجبين عنك رؤية الطريق، متجاهلين أولوية وصولك أو التزامك، في سلوك غوغائي مليء بالأنانية والاستهتار!
.. في مصر المحروسة فقط.. عندما تسعى للخروج من حارة الالتفاف تلك، تجد سائقي السيارات القادمة في الطريق الرئيسي يزيدون من سرعاتهم بدلاً من التهدئة ليسمحوا لك بدخول نهر الطريق، في سلوك انتقامي عجيب، يزداد عجباً عندما يكون هناك «مطب صناعي» قبل مخرج حارة الالتفاف، ومع ذلك يصر السائق القادم على زيادة السرعة حتى لو طارت سيارته فوق المطب.. وتكسرت «السوست» وعطبت «المساعدين»، كما لو أنك قتلت عمه.. أو «طلقت» خالته!!.. في سلوك عدواني ليس له مثيل!
.. في مصر المحروسة فقط.. وعلى أسفلت الطرق السريعة الجديدة الرائعة، مثل مصر - اسكندرية الصحراوي، تقسم الحارات من 80 - 120 حسب السرعة المطلوب متدرجة من اليمين إلى اليسار، ورغم ذلك تم وضع قاعدة ذهبية.. إذا أردت القيادة بالسرعة القصوى فالزم أقصى اليمين.. آه والله «زيمبؤلك» كده، لأن أقصى اليسار غالباً ما سيكون محجوزاً لمجموعة سيارات لا تتجاوز سرعتها 90 كيلومترا، ويستمتع سائقوها برؤية أعصابك وهي تحترق مع صوت الكلاكس والنور المتقطع الذي تحاول أن تستخدمه لإفساح الطريق.. ولكن هيهات، وعندما تمر من يمين سيادته «مضطراً» تلمح في عينيه نظرة لئيمة وعلى شفتيه ابتسامة لزجة.. تنم عن عُقد نفسية مركبة تكشف عن «مآسٍ» تعرض لها في طفولته المشردة!!
سلوكيات «مرضية» تكشف عن خلل عميق يحتاج إلى علاج نفسي جمعي، وتضافر جهود كل الأجهزة لعلاجه.. فكيف نواجه هذه الظواهر وغيرها؟!
وغداً للحديث بقية.. إن كان في العمر بقية..
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
https://linktr.ee/hossamfathy