صرحت وزارة الصحة الأيرلندية بأنها ستبدأ بصرف إبر تخفيض الوزن التي يُطلق عليها «الأوزمبيك» مجانا للمسجلين في الخدمات الصحية الخاصة، (المقصود بهم مرضى السكري والضغط والأمراض المزمنة الأخرى).
والسبب في رأيي باتخاذ هذا الإجراء الصحيح والمنطقي والعاقل، أنه مهما كانت تكلفة توزيع عقار تخفيض الوزن على أكثر من مليون نسمة، فإنه بالتأكيد أقل تكلفة بعدة مرات من تكلفة علاج مرضى الأمراض المزمنة، والتي غالبا ما يكون السبب الرئيسي لها هو السمنة والسمنة المفرطة.
أراجع عيادة السكر (شفانا الله وإياكم) في مستوصف ضاحية صباح الناصر، ولاحظت عدة مرات خلال مراجعاتي رجلا كبيرا في السن وهو فلسطيني، يرفض أخذ وصفة السكري ولا يريد الأدوية، وعندما قامت الممرضة بقياس سكره التراكمي كان الرقم مذهلا (ما شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله) وهو 5.4، وهو رقم يعتبر قريبا من الشفاء من السكري، وعندما سألته الممرضة: كيف تحافظ على سكرك بهذا الرقم وانت لا تأخذ الأدوية، كان رده عليها بكلمة واحدة «الحمية»، أي باتباع نظام غذائي صارم ومحكم، تتخلص من السمنة وتتخلص من السكر معها.
لكن ليس كل الناس عندهم نفس إرادة هذا المسن، ودائما أكرر وأقول إن السمنة ليست اختيارا، فلا أحد يختار أن يكون سمينا، بل هي نتيجة مجموعة عوامل وراثية ومرضية، وأمور أخرى كثيرة خارج تحكم وسيطرة الشخص السمين، لذلك تبرز الحاجة لنفس تعبير برنامج «من سيربح المليون» وهو (الاستعانة بصديق).
وهذا الصديق برأيي الشخصي ومن خلال اطلاعي على الكثير من قصص النجاح، هو إبر تخفيض الوزن بكل أنواعها سواء «المونجارو» أو «الأوزمبيك» أو غيرهما.
المهم أن يتم إعطاء الشخص صاحب الوزن الزائد (a fighting chance)، بمعنى أمر إضافي يساعده ويعينه على خسارة الوزن بعد أن خذله الريجيم وخذلته التمارين الرياضية.
نقطة أخيرة: السمنة، خاصة مع تقدم السن، هي أمر مزعج ومؤلم خاصة للمفاصل والأقدام، وهي كذلك باب شر للكثير من الأمراض المزمنة التي تجبر الإنسان على الذهاب والإياب إلى المستشفيات والعيادات عشرات المرات في سنة واحدة.
لذلك أرجو من «الصحة» التكرم بالاقتداء بما قامت به وزارة الصحة في أيرلندا، وأن تعمل على صرف إبر تخفيض الوزن تحت إشراف طبي كامل لمستحقيها خاصة أصحاب الأمراض المزمنة.
ghunaimalzu3by@