معالجة مشاكل الطرق في الكويت وظاهرة تطاير الحصى التي تعاني منها كثير من شوارع البلاد منذ سنوات طويلة ستدخل حيز التنفيذ، حيث أعلن عن تحرك حكومي لتنفيذ خطة صيانة للطرق بالتعاون بين وزارتي «الأشغال» و«الداخلية» وفق جدول زمني محدد لمعالجة تطاير الحصى وجميع مشاكل الطرق الأخرى بصفة نهائية، وكذلك بعدما تم توقيع عقود 18 ممارسة لعمل صيانة جذرية لجميع الطرق الرئيسية السريعة والشوارع الداخلية في محافظات الكويت الست مع شركات عالمية وخليجية ومحلية.
ونحن نستبشر خيرا في هذا التوجه لحل هذه المشكلة، وفي الوقت نفسه لابد أن نذكر بأن هذه المشكلة مزمنة وتركة ثقيلة، حيث إن ظاهرة تطاير الحصى بدأت في البلاد عام 2005 وشكلت الحكومة عبر تلك السنوات 9 لجان لدراستها ومعالجتها، وظلت صداعا مزمنا يستنزف جيوب المواطنين وخزينة الدولة، خصوصا في فصل الشتاء مع سقوط الأمطار وتجمع المياه في بعض الشوارع والطرقات القديمة في أغلب المناطق، وكذلك بعض الطرق السريعة رغم خضوعها للصيانة من الحفر والتشققات بشكل دوري، الأمر الذي يتسبب في وقوع حوادث والإضرار بحياة ومركبات المواطنين والمقيمين.
وقد تمت دراسة مشكلة تطاير الحصى في الكويت من قبل أحد المعاهد العالمية المتخصصة لبيان الأسباب وراء تلك الظاهرة، وتبين أنها تكمن في المواصفات السيئة لتركيبة الاسفلت، وعدم وجود استراتيجية واضحة للصيانة مما ترتب عليه حالة التدهور العام للطرق، سواء الداخلية أو السريعة في مختلف أنحاء البلاد، إضافة إلى أن نطاق عقد الصيانة محدد لمناطق معينة في المحافظة دون غيرها، وهذه المشاكل تم تداركها في العقود الجديدة.
ولعل الانتشار الواسع للمشكلة خلال السنوات الأخيرة رغم الجهود المبذولة لحلها يؤكد أنها مشكلة كبيرة، كما أن جميع العقود الموقعة ابتداء من عام 2017 كانت تحتوي على بند ينص على ضمان 5 سنوات سواء للطرق الداخلية أو السريعة، ومن ثم لا يعقل أن يقبل المقاول على الغش وهو يدرك أنه ملزم بالصيانة طوال تلك السنوات، وبالتالي يمكن الوصول إلى أن المشكلة «علمية» تحتاج إلى إشراك جهة محايدة تتاح لها الفرصة لبحث هذه المشكلة من جذورها ووضع الحلول العملية والمناسبة لها.
في الختام أود الإشارة إلى أنه مع توقيع عقود صيانة الطرق يجب وضع خطط لإدارة الطرق أثناء عملية الصيانة والتي تتضمن إغلاق بعض الطرق وفتح طرق بديلة لضمان انسيابية حركة السير مع تقديم التوعية الكافية للمواطنين والمقيمين ودعوتهم إلى تفهم إجراءات الصيانة وما قد ينتج عنها من إغلاق طرق أو تغيير مسارات أو إجراءات أخرى، وذلك لتسهيل العمل وإنجازه في التوقيت المحدد للوصول إلى رؤية جديدة للكويت تتواكب مع المستقبل..
والله الموفق والمستعان.
[email protected]