يعمل كبار السن على تقديم إسهامات عديدة للمجتمع عن طريق وظيفتهم والعمل التطوعي ونقل الخبرات والمعرفة التي اكتسبوها في حياتهم للأجيال القادمة، ولمعرفة كمية المساهمات التي يقدمونها يتم الاحتفال عالميا كل عام باليوم العالمي للمسنين أو اليوم العالمي لكبار السن، لتسليط الضوء على إسهاماتهم الكبيرة بالإضافة إلى رفع مستوى الوعي بالمشاكل والتحديات التي يواجهونها.
وبلغ عدد المسنين (الذين تجاوزت أعمارهم الستين عاما) في العالم حوالي 800 مليون مسن، ويتوقع زيادة العدد إلى أكثر من بليونين بحلول عام 2050. وقد يعاني كبار السن من بعض المشكلات الصحية، فبعضهم يفقد القدرة على الحركة أو تكون حركتهم محدودة، مما يجعلهم يعتمدون على الآخرين في تلبية بعض احتياجاتهم، كما يعاني البعض من مشكلات صحية كالأمراض المزمنة مثل الضغط والسكري وأمراض القلب، والبعض الآخر قد يعاني من مشاكل عقلية ونفسية تتطلب رعاية طبية طويلة.
ولهذه الأسباب فمن المهم مساعدة كبار السن في حياتهم لأنهم عادة يترددون في طلب المساعدة من أحد، ولا يقتصر الاهتمام بكبار السن على الرعاية الصحية والطبية، ولكن لاحترامهم أهمية كبيرة، فمن الضروري دمجهم بالمجتمع الذي يعيشون فيه وتخليصهم من عزلتهم، وتقليل حدة التغيرات الاجتماعية والنفسية التي يمرون بها.
ولابد من الحرص على تناولهم الأغذية الصحية التي تحتوي على جميع العناصر الغذائية الضرورية للجسم والغنية بالفيتامينات والمعادن، بالإضافة إلى عدم تعرضهم لضغوط الحياة وتشجيعهم على ممارسة النشاط البدني بانتظام.
إن كبار السن هم آباؤنا وأمهاتنا، ولا ننسى أننا سنكون جميعا من فئة كبار السن يوما ما، ومن الأجدر أن يتم الاهتمام بهم لأنهم ضحوا بحياتهم من أجل الأبناء واستنفدوا طاقتهم في خدمة المجتمع والوطن، ومن حقهم الحصول على حياة كريمة مريحة عند بلوغ الستين وما فوق.
وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما) سورة الإسراء: 23.
إن كبار السن هم البركة، وكرمهم الله عز وجل، وحث الشرع على احترامهم وتوقيرهم ورعايتهم والبر بهم، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا».
إن التقدم بالعمر إلزامي، لكن التقدم في المستوى اختياري ويجب الرفق بكبار السن والاستفادة من خبراتهم وحكمتهم في الحياة، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «ما أكرم شاب شيخا لسنه إلا قيض الله له من يكرمه عند سنه».
وكما تدين تدان، ومن ثم فإن الإسلام يحفظ الحقوق ويقدر دور المسنين والآباء والأمهات في عطائهم، فأوجب على المجتمع توفير الرعاية لهم في فترة ضعفهم، ورفقا بكبار السن فإنهم بزمن غير زمانهم.