بعض الناس عندما لا يحالفهم الحظ في الانتخابات، أو إذا فازوا، ثم تركوا العضوية او المنصب لسبب او لآخر، نلاحظ أن منهم من يغيبون فجأة عن الساحة! فبعضهم يغلقون الباب عن العمل التطوعي، ويعتزلون خدمة الناس، الـتي تعد من نعم الله تعالى على الإنسان المؤمن، عندما يوفق في قضاء حوائج الناس، فعن الإمام الكاظم عليه السلام أنه قال: «من أتاه أخوه المؤمن في حاجة فإنما هي رحمة من الله تبارك وتعالى ساقها إليه».
ومن هؤلاء الذين أنعم الله عليهم بخدمة الناس، وسخر علومه الهندسية في الأعمال الإنشائية، وخبراته الفنية والإدارية، التي استمدها من السنوات الطويلة في مؤسسات الدولة ذات الصلة، ومن اهتماماته بالتراث الوطني، فرغم خسارته في الانتخابات عامي 1996 و1999، لكن اعتقاده ان خدمة الوطن والمواطنين ليست محصورة من خلال المجالس الرسمية، وانما هي متسعة مع اتساع حاجات الناس، ولذلك فتح مكتبه، ونشر رقم هاتفه الخاص، لتلقي الأسئلة والاستفسارات عن شؤون وشجون البناء الانشائي، وألف كتابا بهذا الشأن، وخاصة مع مرحلة توزيع القسائم على المواطنين، والذين غالبيتهم من الناس قليلي الخبرة بسبب صغر السن، فيعطي هذه الخدمات مجانا دون أي مقابل!
انه الكاتب الصحافي والمهندس عبداللطيف ناصر الاستاذ، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى قبل بضعة ايام، فهذا الرجل يستمد عزيمته من أرواح أجداده أرباب بناء السفن، فخر الصناعة الكويتية، والتي كانت تمخر عباب البحار لتأتي بالمنافع إلى أهل الكويت جميعا.
نعــم رحـــل الأستاذ لكن مـــآثره باقية، فعــن رسول الـلـه صلى الله عليه وسلم: «الخــلق عيال الله، وأحبهـم إلى الله أنفعهم لعياله».
رحــم الله النافع لعيال الله.. «بو هبة عبداللطيف الأستاذ».
[email protected]