مع تسارع عمل وزارات الدولة في إنجــاز مرئيــاتها التــي يضع خطوطها العريضة مجلس الوزراء. نأمل في تفعيل دور المجلس في احتواء كل الوزارات بالإرشادات والتوجيهات عن طريق فريق إعلامي متخصص ومتمرس، مع العمل على أن يكون هناك ربط معلوماتي مع هذه الوزارات وتوجيه القائمين على الأجهزة الإعلامية بكيفية التعاطي والتعامل مع الأحداث ورسم السياسات الإعلامية باحترافية ومهنية صحافية عالية الدقة، بما يتواكب مع كل حدث وأهميته.
وهذا الأمر سيعزز الثقة الحكومية، ويؤكد على النظرة الثاقبة لها والتي تبعث الطمأنينة والارتياح لعموم الشعب، لسيطرتها على القرار والسلوك الإعلامي لكل وزارات الدولة بكل سلاسة وشفافية، ومن دون أي تعقيد، بخلق رقابة فاعلة مدروسة مبنية على خطط واستراتيجيات إعلامية واضحة وورش عملية ومحاضرات علمية تحقق الأهداف المنشودة والسلوك الإعلامي السليم.
ونعتقد أن هذا يتحقق باتخاذ خطوات منها:
٭ إنشاء مركز إعلامي موحد بإشراف مجلس الوزراء يكون مسؤولا عن تنظيم ورصد التصريحات والبيانات الصحافية الصادرة عن كل الوزارات، وهذا المركز سيسهم في توافق الخطاب الإعلامي مع سياسة الدولة ويقدم خططا وتوجيهات وفق استراتيجية واضحة للوزارات.
٭ المركز ذاته سيشكل فريقا متخصصا في الإعلام يعمل مع الوزارات على دعمها في إدارة الأزمات، وتحديد التوجهات العامة المناسبة للتصريحات الرسمية، وهذا الفريق سيُسهم في تدريب المتحدثين الرسميين للوزارات على طرق التعامل الديبلوماسي والتواصل الإعلامي مع الأزمات والمشكلات الحساسة.
وفي السياق ذاته، سيقوم الفريق بتنظيم ورش عمل تدريبية ودورات مكثفة تشمل مهارات التعامل مع الإعلام، وأساليب كيفية صياغة الرسائل الإعلامية بطرق مهنية وفي أوقات مدروسة، ما يجنبنا التصريحات غير الجيدة أو الصائبة.
٭ في مثل الكم الهائل من التصريحات يجب وضع آلية لمراجعة وتقييم التصريحات المكتوبة قبل إصدارها لضمان تطابقها مع استراتيجية الدولة الإعلامية لتفادي أي تصريحات غير مناسبة قد تؤدي إلى سوء الفهم.
وعليه، يتم إعداد وثيقة للسياسات الإعلامية المتكاملة لكل وزارة تشمل خطوطا عريضة عن المواضيع التي يجب تجنبها، وطرق التصرف في الحالات الطارئة بما يتماشى مع طبيعة كل وزارة، ما يعزز الانسجام بين الوزارات في التواصل الإعلامي.
٭ ضرورة تأسيس وحدة متخصصة لرصد وتحليل التغطيات الإعلامية والتصريحات الرسمية، شريطة أن تقدم هذه الوحدة تقارير دورية للفريق المختص في مجلس الوزراء حول ما يقال وردود الأفعال المجتمعية بما يتيح اتخاذ إجراءات تصحيحية في حينه، إذا لزم الأمر.
وهذه الوحدة تعمل على أهمية التواصل الاستباقي مع الإعلام والمجتمع لما له من دور فعال لضمان وجود قراءات وتفسيرات وتحليلات مسبقة حول القضايا الحساسة.
٭ ولا ننسى هنا إجراء عملية تقييم دوري للأداء الإعلامي الحكومي لكل وزارة على حدة، مع تحديد النقاط اللازمة لتحسين الوضع وعمل خطط لتطوير أساليب التعاطي مع الإعلام.
ومع مرور الوقت والخبرات نحقق التوافق والتناغم لكل القضايا، ما يسهم في ترسيخ خطاب إعلامي موحد واحترافي يعزز الثقة ما بين الحكومة والمجتمع، ويعطي مرونة في التعامل مع القضايا الحساسة بفعالية ومسؤولية.
مختصر مفيد: لا شك أن الإعلام من الأسلحة التي لا يمكن الاستغناء عنها عندما نحسن استخدامها بالشكل الصحيح الذي يخدم المنظومة الحكومية المتكاملة ويجعل الرؤية واضحة للعيان، ولكن ستكون العواقب غير سليمة عندما نخرج عن المألوف ونتخبط في وضع الأطر المناسبة التي تقودنا إلى المسار الصحيح.
M_TH_ALOTAIBI@
[email protected]